تدوينات تونسية

هل يُقاضي بقايا التجمع بن علي بتهمة إهمال عيال ؟؟؟

سليم الحكيمي
لم تكن معركة الإسلاميين مع بورقيبة وبن علي من اجل السلطة، ولم يريدوا اسقاط النظام بل إسقاط الفوضى… قال أحدهم يوما : قصف بن علي الاسلاميين لانهم يتسترون بالدين، فاجبته : “ويتستر اليوسفيون باليوسفية والشيوعيون بالشيوعية؟ والليبراليون بالليبرالية؟ والقوميون بالقومية؟ هو فقط سيحارب من سيقول له لا. ومعاركك مع السلطة تندلع حين تكون مصلحا وليس فقط صالحا، فصلاحك لنفسك، اما إصلاحك سيضرّ بنهب الآخرين...
حين تذكر الماضي، مشاهد تتْرى تزلزل الناسك في مفارقتها، وحين يشتد عليك وقْر القمع تتساءل: كيف يشترك المناضل والجلاد في وطن واحد، واله واحد يُقسمان به سويّة بينما تصلي له انت ويسبّه جلاد “مْدُوبل في الرّوضة” في الثانية 40 مرة… بل يخاطبك مخمورا بأنه سيضع الهك في درج مكتب ثم يبدا التحقيق.. لا يصح اصف المخلوع الجاهل بالدكتاتور لأنها كلمة اكبر منه وهو اجهل من سمعت، لم اعش ناقما عليه بل على سدَنته وكهنَة صنمه من جامعيين ومستثقفين… الذين سمحوا بأن يهين بوليس “مدُوبل في الروضة” المنصف بن سالم الحاصل على 4 دكتوراه في علوم الفيزياء، ثم تحدثوا عن الحداثة ونسوا انها تعني ان يصير السلطان عالِما والعالم سلطانا، كل المرتزقة الذين أسّسو له كرسي بن علي لحوار الحضارات !!! ووصفوه بـ”حامي الحمى والدين” و”جابر عثرات الفقراء” وكتبوا “الفكر السياسي عند بن علي” و”الفكر الإصلاحي من خير الدين إلى زين العابدين” وكل فظاعات الجهل ومراتع العبث والزّبد الذي علا في رغوة التاريخ فذهب جفاء. وخلف تخلفا بسبب إهانة الجيل الذهبي لتونس… من سيمنع السيل الجارف من الشهادات من احرار الوطن…
ما ستعانونه من ردود وسباب للضحايا هو ميراث جهل، فمن لم يخبر الألم لا يعرف وقعه على الآخرين… وتهمة إهمال عيال سيرفعها ايتامه ومن عشّشوا في مزابل حكمه واولهم غُلامُه وغاسل… لانه تركهم فجأة في عراء التاريخ، دون خيمة زيف توري سوءته وسوأتهم، لم يقدّروا هيئة الحقيقة والكرامة حق قدرها، لأنهم لم يعرفوا معنى الإنسان وهذا جزء من تركة الجهل، ما وقع من شهادات يكفي ان يرجّ الوعي الشعبي وليس النخبوي المتعالي لأنه لا يملك إرادة الفهم، فقط اردد كلمة قلتها في اجتماع طلابي بكلية 9 افريل ذات ربيع سنة 1990 بأن عمرو بن بحر الجاحظ أخطأ حين لم يدرج بن علي في كتابه “الحيوان” ؟؟ وانصف التاريخ قولنا… لن يسمح يسار حاقد وتجمع منكوب بهذا التهاوي، هزيمة لطفي نقض، ومحاكمة سيد الاسياد ومخلوعي الاول… والله والله ما ننساه، والمخلوع الثاني… سيدبّرون أمرا لترجيح كفة الميزان ليتهمّوا خصومهم وارباك المسار.. وهذا ما نخشاه على تونس من جديد…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock