تدوينات تونسية
الضحايا يريدون المصالحة والجلادين يرفضونها
طارق الكحلاوي
بالإضافة للتأثر والبكاء هناك اشياء اخرى اهم يستحقها الضحايا وعائلاتهم وتستوجب الضغط من جميع القوى السياسية والمدنية:
- رفض الجلادون الاعتراف والاعتذار إذ قاطعوا جلسة الأمس… يجب أن نشدد هنا على أمر أساسي ولا ننساه البتة رغم كل الحملات التضليلية: أن الضحايا يريدون المصالحة والجلادين يرفضونها حتى الآن، وغياب السيسي ومعاونيه بالامس هو اهم مؤشر على ذلك. وفي الوقت الذي يدعون فيه أنهم ضحايا العنف السياسي ويرغبون في المصالحة رفضت رئاسة السبسي ووزارة الداخلية التعاون مع الهيئة وهذا المسار الدستوري ومدها بالارشيف بما يعطل كشف الحقيقة وإقامة المصالحة.
- ترفض الحكومة تفعيل ما طلبته هيئة الحقيقة والكرامة من إجراءات تسمح بإنشاء دوائر قضائية خاصة وبالتالي اعادة محاكمة قتلة شهداء الثورة والتي افرزت حتى الآن أحكاما هزيلة لا ترقى لمستوى الجرم والعديد منهم يمثل في حالة سراح بكل غرور وعنجهية.
- ميزانية الحكومة تقلص من ميزانية الهيئة وبذلك سيتم تعطيل مهامها في الوقت الذي زاد السبسي، أحد الجلادين المعنيين بالعدالة الانتقالية، في ميزانيته بما يقارب عشرين مليارا لصرفها في رحلات بدون جدوى والإقامة في نزل فخمة.
- تم توقيف كل الإجراءات العاجلة (إلى صدور القائمة النهائية لشهداء وجرحى الثورة) التي تم إحداثها زمن الرئيس المرزوقي (وهو ما ذكرت به بعفوية وريدة ام الشهيد الكدوسي فحولها جرحى الحقيقة إلى شيطان) من تأمين ورعاية صحية ومنح لعائلات الشهداء والجرحى. هذا قرار أصدره السبسي. المشرفة الانتهازية بلا اي كفاءة على هذا الملف ميزت بين شهداء الثورة والشهداء الأمنيين ومنحت عائلات الاخيرين امتيازات لم تمنحها للأولين وهذا مبني على خيار سياسي يمقت الثورة ويقسم التونسيين.
- اخيرا لنتخيل للحظة ماذا لو كانت أمهات وزوجات وبنات شهداء الثورة ضيفات في أهم البلاتوهات التلفزية والإذاعية يتم التعامل معهن أسوة بزوجة المرحوم لطفي نقض مع نهاية كل جلسة محاكمة يتم فيها إعلان سماع الدعوى في قضايا قتل معلنة لا شك فيها ولا جدل في أي تقرير طبي أو أي شهادة؟! لما انتظرنا كل هذا الوقت لنشاهد على المباشر كل هذا الألم والصدق والمعاناة؟!
ليس لنا من عذر الان!
#نتشرفبثورةالبرويطة