“إسم ترامب الممنوع في مراكش”
أحمد القاري
لا أحد يتحدث عن مؤتمر كوب 22 في مراكش في الإعلام الأميركي. الكلمة ليست موجودة في واجهات مواقع الأخبار الرئيسية. ولا في نشرات الأخبار التي تقدم للاميركيين.
الشعب مشغول عن كوب 22 بما هو أخطر. انتخاب ترامب صدمة رجت الجميع، وشغلتهم بمتابعة عملية التحضير لانتقال السلطة من فريق الديمقراطي الليبرالي أوباما إلى فريق الجمهوري المحافظ المشكك في الإحتباس الحراري دونالد ترامب.
عند البحث في غووغل للأخبار بكلمة COP 22 تكون النتيجة الأولى معبرة جدا. إنها مقال على موقع الباحث الأميركي Scientific American بعنوان “إسم ترامب الممنوع في مراكش”.
يتحدث المقال عن حضور شبح ترامب في ممرات وجوانب قاعات مؤتمر مراكش دون أن يجرأ المتدخلون عن ذكره صراحة. ترامب يهدد بالانسحاب مما تم الاتفاق عليه في كوب 21 في باريس، والحديث عنه سيشغل الناس عن موضوع البيئة المهددة.
كوب 22 نظم في أسوأ وقت ممكن. ونجاح ترامب أبعد الأضواء عن المؤتمر وربما يعيد العالم لواقع جديد أقرب للحال قبل تصدر البيئة جدول اهتمامات “المجتمع الدولي”.
في عهد ترامب ربما نرى “إحفر حبيبي إحفر!” تتغلب على مخاوف التنقيب عن النفط واستخراجه داخل الولايات المتحدة. وربما يستخدم ترامب تخفيف قوانين البيئة وسيلة لتشجيع الإنتاج والصناعة في بلاد كادت الصناعة فيها تختفي.
وحينها ستكون بلداننا في أفريقيا وجزيرة العرب في مشكل. نحن نصادق على المعاهدات الدولية في البيئة وغيرها لإرضاء بلدان الغرب والتقرب إليها. ولا يجري أي نقاش داخلي في موضوعات تمس حياة المواطن مثل طريقة التعامل مع الأكياس البلاستيكية مثلا، وإنما يتم إقرار قوانين صارمة تعجز عن إقرارها بلدان الغرب نفسه. ويتم تطبيقها بسلطوية وتعسف بعد أن تقرها برلمانات تقر كل شيء تقدمه الحكومة لأن “علينا ضغوطا دولية”.
الآن ماذا نفعل إذا قررت الولايات المتحدة بسلطتها التنفيذية والتشريعية أن الاحتباس الحراري كذبة. وأن البحث العلمي في هذا المجال غش علمي.
على الأميركيين إخبارنا بنواياهم الإنتخابية بوقت كاف كي نتخذ قرارات سليمة.