حتّى لا يَتناسَلَ الشّرُّ !!
عبد القادر عبار
انتحار تلميذة معهد المروج (1) حَادِثٌ فَاجِعٌ حقا، بمعنى مُؤْلِمٌ بامتياز، أفْجَعَ العائلة والنَّاسَ وَأوجَعَهُمْ، ولكن رُبّ ضارة نافعة، متى أفضت إلى الاعتبار واخذ الدرس، حتى لا تتكرر المأساة، ولا تمتد، ولا تتناسل، ولأنها كانت المفتاح الوحيد الذي كشف عن مشروع مدمّر كان سيلتَهِمُ الناشئة، ويرمي بها في الجحيم، في صمت وغفلة من الجميع.
فالناشئة يوظفها الشيطان في الشرّ، إن لم نشغلها نحن بالخير، هذه قاعدة.. وضحية مدرسة المروج خير شاهد ودليل، صحيح هي فاجعة وطنية تنذر بالأسوأ إن لم يتدارك الصالحون والغيورون على أمر التربية والتعليم، هذا الجيل المدرسي الهشّ، الذي نخشى أن ينفرط عقده، ولكن يجب أن تكون الأخيرة، وهذا يتطلب الشجاعة في اختيار البديل الأنسب والأجدى لسدّ الطريق أمام المروّجين لخرائط إفساد وتدمير الشباب المدرسي.
وليس ثمّةَ بديل أنجع، ولا أمضى في التحصين، والوقاية، وتلقيح الناشئة من كل منتَجات الشرّ الأخلاقي والسلوكي والفكري والثقافي التي يُروَّج لها في مدارسنا لإفساد تلاميذنا، من نَشْر “الوعي الديني الوسَطي” بعيدا عن عقدة الحسابات الإيديولوجية والسياسية، فالمرقص المدرسي، والركح المسرحي، لا يجب أن يُلغِيا المسجد المدرسي، ولا أن يتعارض معه، كذلك الآيات القرآنية لا يجب أن تلغيها المحفوظات والأناشيد.
التكبّر عن الأخذ بهذه البدائل ومحاولة رفضها، والطعن فيها، ما هو إلا خدمة مجانية ومقصودة لمجموعات “عبدة الشيطان”، حتى تُفرّخ وتتناسل هنا وهناك، وتفترس أكبر عدد من شبابنا وحينئذ تتكرر الفواجع.