أيام سوق بو منديل السينمائية
عايدة بن كريّم
بعيدا عن التفاعلات الخاضعة لضغط الأيديولوجي والسياسي لما يدور داخل أروقة “أيام قرطاج السينمائية”…
هل يمكن أن نتحدّث عن الشأن الثقافي في تونس باعتباره رافدا من روافد “التنمية” سواء في بعدها الإقتصادي او الإنساني؟
هل بهكذا إدارة للشأن الثقافي نُقاوم التخلّف ونُحارب الفساد ونتصدّى للإرهاب؟
هل بترويج سلع “ثقافية” متاع سوق بو منديل الثقافي. وكلّ شيء مقلّد ومضروب وريحته بنفايات البترول وبول البعير. نعطي صورة على تونس 3000 سنة حضارة؟
هل بفنّاني made in chaine Fehri نقدّم صورة على الفنّ والسينما في بلاد الطاهر شريعة وعبد الرزاق الحمامي وبلقيس شريعة والزهرة فائزة ودلندة عبدو والمورالي والسملالي وكمال التواتي ورؤوف بن عمر ومنى نور الدين وفاطمة سعيدان و…
هل بتلك المشاهد الركيكة نقدّم للعالم carte postale تحكي على تونس السفساري والحايك والملية والفوطة والبلوزة على تونس الخمسة والحوتة والقرن غزال على تونس رائحة الحنّاء والحرقوص والسخاب… هل بتلك الوجوه المقزّزة نبعث رسالة “للآخر” نحكي له فيها عن الجمال الطبيعي وعن الصفاء والنقاء والطيبة … هل بالبزازل والفخاذ نُغري السائح ونوجه له الدعوة لزيارة تونس “ثورة الكرامة والياسمين”؟
__________
نُطالب نوّاب الشعب مُسائلة وزير الثقافة حول مهزلة JCC في دورتها السابعة والعشرين، محاسبته عن إهدار المال العام والتعدّي على الذوق السليم وتشليك هيبة “الدولة التونسية العلية” امام الضيوف الأجانب والمشاهدين في مختلف أرجاء المعمورة.
الفلوس إلّي جابوهم جماعة جمنة بعرق جبينهم صرفوهم جماعة “النمط” الثقافي متاع ولد الفهري في سهرية إفتتاح “أيام قرطاج السينمائية”.
تجربة جمنة هي التعبير الحقيقي لمقولة “التنمية تشاركية ومحلية أو لا تكون” وما حدث خلال إفتتاح “أيام قرطاج السينمائية” ترجمة حقيقية لمقولة “الثقافة ما تنجّم تكون كان يسارية”…
+ طبعا اليسار كما يُعرّفه “جماعة النمط” في تونس وليس اليسار كفكرة ومقاربة في التعاطي مع الشأن الإنساني. لأنّ حسب تصوّري قولة إبراهيم لطيف تمثّل إهانة لليسار أكثر من كونها إقصاء للإسلاميين (الغاضبين والرائقين).