الريش يجمع بين الستر والجمال
الحبيب حمام
إذا أراد الرجل أن يتجمّل ويظهر بمنظر أنيق تغطى من أطراف أصابع قدميه إلى رأسه، وتكستم (costume) وتكرفت ليغطي رقبته، ولم يظهر منه إلا أطراف أصابع يديه ووجهه وشعره. يعني، لو زاد عمامة تغطي شعره، لأصبح لابسا حجابا، بل وزيادة، لأنه لا يظهر كل اليد بل جزءً منها ولا يُظهر القدمين.
إذا أرادت المرأة أن تتجمّل وتظهر بمنظر أنيق، تعرّت، وإن كانت المرأة أستاذة جامعية، وطبيبة جراحة، وقتها أثمن من الذهب، وعقلها جبارا، وذكاؤها ساطعا. عوض أن تفرض نفسها بذكائها وعقلها وفعلها، تفرض نفسها بتضاريس جسدها.
هذا النموذج الثقافي الاستهلاكي وقعنا في فخه كالفئران الغبية. مُصمّمو الأزياء الرجال يكسون الرجال ويُعرون المرأة ليمتعوا بالنظر إلى جسدها الذي غطى عقلها وعطاءها وأثرها في المجتمع. تظن المرأة أنها تحرّرت من الرجل بإبرازها لجسدها وهي في الواقع أصبحت سلعة أمامه، يقلبها ويراها وهي تجفّ شيئا فشيء مع كبر السن، كما تجف الطماطم مع الوقت على رفوف الخضار. أيتها القارئات لمقالتي هذه، أراكن أرفع من هذا، فزدن رفعة وأقرأن قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}. والريش يجمع بين الستر والجمال، وليس بين العُري والجمال.