مكانة “الرقص” في الإصلاح التربوي الحديث
تُجري حكومة ما بعد انتخابات 2014 إصلاحات تربوية بنسق متسارع كأنها تسابق الزمن فترى الإجراءات تتلاحق ولكن في غير انسجام فمواد يتم مراجعة مضامينها وامتحانات يتم تعديل إجراءاتها وعطل تتنقل عبر المواسم.
لكن في كل الحالات يطل عينا المسؤولون في وزارة التربية أو في قيادة الإصلاح التربوي من نقابات التعليم {وكلهم من تيار واحد وهو أقصى اليسار} ولكن المتحدثون منهم في المنابر الإعلامية يركزون رؤيتهم الفلسفية على ان إصلاح التربية والتعليم في تونس يتطلب “مساحة زمنية أوسع للرقص” لأنه شفاء للنفوس من الكلل ودواء العقول من التطرف و علاج حيوي للإرهاب لا سقم بعده.
وبمقرنة المنظومة التربوية التونسية بمثيلاتها في العالم فإننا نلاحظ الاهتمام بالعلوم الصحيحة وبالتكنولوجيا يتصدر اهتمامات واضعي البرامج إلى جانب الإنسانيات والفنون واللغات والأديان ويكفي أن نلقي نظرة على فنلندا وكوريا الجنوبية واليابان.
إن النظرية النوفمبرية البائدة التي أسستها الفنانة التونسية سهام بلخوجة “كلما زادت مساحة الرقص نقصت مساحة التطرف” نظرية مغشوشة مستوردة من اجهزة استخبارية معادية لحرية الشعوب ولا تحترم حاجاتها وتتعمد فرض ثقافة القوى الاستعمارية في تجاهل تام لسبل التقدم والرقي والحداثة .
إن الفنون بمختلف أصنافها تساهم في تكوين شخصية متوازنة للإنسان لكن ما يحتاجه التعليم في تونس هو أن تتوفر عوامل الانشراح والسعادة للمتعلمين في الفضاءات المدرسية وفي كل الأوقات وهذه مسالة ليست مرتبطة بالرقص بطبيعة الحال.
فهل يمثل الرقص حلا للمدارس النائية التي تفتقر للطريق المعبدة والماء الصالح للشراب ؟
وهل يواجه التلاميذ البرد والصقيع والثلوج والحرارة او الحرارة والشهيلي بالرقص ؟
هل يتصدى المعلمون والأساتذة إلى التجارب العلمية بالرقص عندما لا تتوفر المخابر ولا الوسائل ؟
هل نعالج الغش في البناءات المدرسية والتجهيزات والوسائل بالرقص ؟
هل نُخفي غياب الشفافية في الصفقات العمومية في قطاع التربية بالرقص ؟
هل يدفع التلاميذ عن أنفسهم مخاطر الآفات الاجتماعية بالرقص ؟
هل نداوي تراجع مردود المؤسسة التربوية العمومية بالرقص صباحا مساء ويوم الأحد ؟
هل نواجه إقصاء المجتمع المدني عن الإصلاح التربوي بمزيد من الرقص ثم الرقص ؟
أسئلة نطرحها للرأي العام الوطني عسى إن يساعدنا على الظفر بجواب مقنع ؟
– عضو التنسيقية العامة للائتلاف المدني لإصلاح المنظومة التربوية