القلم الماشي في تونس حاليا ؟
كمال الشارني
الشطار في تونس يقولون إن “أفضل قلم ماشي” هذه الأيام بعد المخدرات والتهريب والدعارة هو قلم حانوت الحماص، فوق الرصيف أو أي ملك بلا أهل، وأنه عموما: مخالفة القانون بصفة عامة أقل كلفة بكثير من احترامه، ومن مقدمات حالة الإحباط العام في برّ تونس أنك ترى أن من يخالف القانون ينجح ويتقدم على الجميع، ومن يحترم ما بقي من قوانين الدولة يتعرض للعقاب والاحتقار، أعطيكم مثالا
أولا: في شارع محمد الخامس ازدحام طويل وتوتر حاد، “مواطن نذل”، يخرج عن الصف، يمشي في الاتجاه المعاكس بطريقة انتحارية حتى يصل أول المفترق، يغلق الطريق على القادمين في الاتجاه المعاكس ويصنع أزمة تدفع الناس إلى الرغبة في قتله، يطلقون عليه كل أنواع الشتائم، لكنه لا يهتم، يقرر عون الأمن أن يوقف الجولان في الاتجاهين للسماح له بالمرور حتى لا يتعقد الوضع، يقول لي صديقي: “لو كنت مكان عون الأمن لأطلقت عليه النار”،
مثال ثان: شخص يريد إنشاء مشروع في إطار القانون ليشغل عدة أشخاص ويدفع الضرائب والضمان الاجتماعي وبقية الأشياء السخيفة ؟ يطوف 24 دورة على الإدارات لإتمام الوثائق والتراخيص، ويخضع للرشوة مرتين أو ثلاث، لكن، ماذا لو خصص ربع ميزانية المشروع لحانوت حماص فوق الرصيف أو أكلة خفيفة وملاوي قرب مدرسة أو مقهى رأس مالها “رواق بـ 8 أمتار مربعة لا غير في دهليز عمارة وماكينة قهوة مستعملة” والباقي من فضاء الطريق العام (يمكن شرب القهوة فوق السيارات الراسية في النهج ؟ هو لا يحتاج إلى أي ترخيص أصلا، يقول له أحد المسؤولين” “شكون طلّ عليك بالله ؟”، ربحه له وحده، لا يدفع مليما لدولة الضرائب ولا محاسبة ولا جماعة “السي أن أس أس” ولا أي شيء، هذا، يسميه الشطار في تونس “القلم إلي ماشي” في برّ تونس والذي يجعل أهله يموتون من الضحك على من يناقشون قانون المالية الجديد، أكثر من 54% من النشاط التجاري في تونس في الأسود، وهو القلم الوحيد الذي يحقق نموا يزيد عن 10% سنويا في تونس،