الحرب على النجاح
عوض إيجاد إطار قانوني يحتضن تجربة جمنة الناجحة وهي التي تصب فيما يرنو إليه الباب السابع من الدستور من تكريس لمبادئ الحوكمة وتشريك المواطنين في إطار الحكم المحلي، يقع استصدار حكم بوقف حساب جمعية جمنة ؟؟!!
مرة أخرى، التونسي يخدّم مخّو في الإتجاه السلبي وفي اتجاه وضع العصا في العجلة، وهذا راجع للأسباب التالية :
– هناك فئة من التونسيين لا تحب النجاح لغيرها، هكذا بدون سبب لأنها وببساطة مريضة.
– فئة أخرى لا يهمها نجاح أو فشل التجربة، وإنما يهمّها فقط ما ستضعه في جيبها.
– هناك فئة ثالثة مريضة إما بالجهويات وإما بالعمى الحزبي، وإذا لم تستجب التجربة لميولاتها فالعصا في العجلة.
– فئة رابعة موجودة في الإدارة التونسية تربّت لعقود على مركزية القرار، وكل تجربة جهويّة لا تمرّ عبرها تضع أمامها الفيتو.
– فئة خامسة ترى نفسها الأقدر على تسيير المشاريع، وكل تجربة ناجحة يجب أن تتبنّاها هي، وإلا فالعصا في العجلة.
– فئة سادسة لا ترى في تونس إلا كعكة يجب عليها أن تستحوذ على أكبر قطعة منها، وكل تجربة تتجاوزها تفشلها أو تعطلها بأي وسيلة كانت.
– فئة سابعة تخاف من كل تجربة شعبية ناجحة لأنها تعتبر كل نجاح شعبي تهديدا لمصالحها وبرامجها الإستحواذية.
فبحيث، الفئات المتربصة بالتجارب الناجحة في بلادي كثيرة وهي تستمد قوّتها أساسا من الصمت المخزي للأحزاب والنخب ومن صمت الموظفين والشعب على الفساد ومن تلكئهم في إعلان الحرب عليه. والساكت على الحق شيطان أخرس. ويوفى الحديث.