نعم الإسلام غاضب
عقود من الاستعمار تبعتها عقود من التبعية الثقافية والفكرية والسياسية للمستعمر القديم.
عقود من محاصرة الإسلام وسد كل أبوابه بدءا بغلق مناراته ومحاصرة علمائه.
عقود من مواجهة الأحزاب التي تبنت المرجعية الإسلامية وسعت إلى طرح بدائل اجتماعية واقتصادية وثقافية تتفق مع هوية الشعوب وتاريخها.
عقود من حكم الأنظمة الانقلابية الاستبدادية التي استنصرت بكل شياطين الأرض شرقا وغربا من أجل قمع شعوبها.
عقود من التفقير والتجويع والترويع والتجهيل.
جربت الشعوب إرادتها في كثير من البلدان العربية والإسلامية فاسقطتها دبابات العسكر ورشاشاته بتحالف مع الغرب وحمايته.
قبلوا بكل الأفكار شرقية كانت أم غربية من الشيوعية إلى الليبرالية ومن الاشتراكية الى الرأسمالية وتهتز أصواتهم حين يطرح أحدهم الإسلام منهجا من مناهج الحياة.
قتلت الشيوعية ملايين الناس وقتلت الحداثة الغربية ملايين وخاض العالم حربين جنت ملايين الناس وظهرت فيهم كل أوبئة العصر الفكرية من النازية والفاشية والعنصرية ثم يحتفظوا بحق نعت الآخرين بالإرهابيين والمارقين وكل صفات الشيطان.
قتلت فرنسا الملايين في الجزائر وكذلك فعلت أمريكا في العراق وللغرب في أرضنا شواهد الجريمة بشرا وحجرا وشجرا.
أخذوا منا الجهد والثروة غصبا وبمؤازرة طغاة متجبرين.
نعم الإسلام غاضب وفي سطوة الغضب الأعمى وفي لهيب الجنون نشأت أفكار قاتلة حارقة وظهرت داعش النسخة المعربة والمعولمة للأصل الصهيوني والأمريكي والروسي.
القتل هو القتل والجريمة في حق الإنسان جريمة ولا قيمة للاختلاف في العرق أو الدين أو الطائفة.
كثير منا لا يرى اختلافا بين ما تفعله داعش وما يفعله الروس حلفاء الطاغية بشار وما تفعله حشود الشيعة في سوريا والعراق واليمن.
ضمن استراتيجية التفكيك ساهمت أنظمة قمعية متحالفة مع أنظمة غربية في إنتاج داعش لترذيل إرادة الشعوب في الحرية والعدالة.
عبرت الشعوب العربية من خلال ثوراتها عن حقها في الحياة فأنشأ الطغاة داعش المزيج المرعب من الغضب والفقر والجهل ورغبة الثأر.