تدوينات تونسية
أحسست أنني دونه بكثير
لا أدري حقيقة لو كنت مكانه وفي سنه أأقدم على تضحياته؟
في طريقي اليوم من المنستير إلى العاصمة وقبل وصولي إلى مدخل الطريق السريعة والساعة تشير الى السادسة صباحا ألمح وسط ضباب شديد شابا يستعطف السيارات لتذلل له مسافة هدفه…
توقفت… ركب معي.. كان شابا أنيقا بيده محفظة، قليل الثياب، أنيق الهيئة.
سألته عن وجهته فرد بدماثة أخلاق عالية “السواسي”.
- أنا في طريقي إلى تونس.
- أيمكنك أن تنزلني قبل دخولك الطريق السريع لو تفضلت؟
- تفضل، ماذا تعمل؟
- معلم..
كنت اظنه عامل بمصنع سيذهب على غير العادة.
- أتفعل ذلك يوميا؟
- أربع مرات في الأسبوع؟
- كم من كلم بين المدرسة والبيت؟
- 70 كلم؟
تملكتني الحيرة والعجب…
- لم تؤجر غرفة في “السواسي”؟
- لا ينفع، أدرس 20 كلم بعدها في مكان لا توجد به مساكن والنقل الريفي بين القرية -نسيت اسمها- يحتاج الى ثلاث ساعات احيانا. منذ سنتين أدرس هناك تعودت…
- اي ساعة تستيقظ؟
- الرابعة صباحا.
- لم لا تقتني دراجة نارية؟
- الطريق صعب ووعر لكني أفكر…
الطريق كانت قصيرة… نزل ولم أسأله عن مرتبه ولا عن تلامذته ولا هل هو متزوج وله عائلة أم أعزب…
تركني وأسئلة كثيرة تتزاحم في ذهني.
أكبرته وأحسست أنني دونه بكثير وبأشواط.