ما بَالُ فَمِكَ أعْوَجُ ؟؟!
عندما عثرتُ على هذه اللقطة وقرأتها، شَمِتُّ في صاحبها، الذي سهر ليلَهُ، وسخّر قلمه، وعصر مُخّه، ليُحبّر قصيدة طويلة في زخرف الكذب، حتى أذلّ نفسه، وسمع من ممدوحه ما يكره.. (يِسْتَاهِلْ) :
فقد وقف أعرابيٌّ، مُعْوَجُّ الفَم، أمام أحد الوُلّاة، وأَلْقَى على مسامعه قصيدة ً طويلة في الثناء عليه والمدح، طمعًا في مكافأة سخيّة، يردمُ بها فقره، وجائزة سمينة، يتبجّحُ بها أمام أقرانه، ولكنّ الوالِي لم يبالِ بشعره، فلم يعطه شيئاً، ولم يشكره، لا بكلمة ولا بهزّة من رأسه… بل سأله مُتَهكّمًا : ما بال فَمِكَ مُعْوَجًّا ؟!
فردّ الأعرابي الشاعر وقد ابتلع هزيمته وهو يسبّه في سرّه : لَعَلّهُ عُقوبَة من الله لي، لكثرة مدحي الكاذب، وثنائي بالباطل على بعض الناس !!! (وتردّد في أن يقول : مثلك)
أخذتُ أقلّب بصري في وجوه فرسان الكذب، وضبّاط الدّجَل، التي تئنّ من ثقلهم مقاعد البلاتووات الحوارية، في فضائياتنا البائسة، لعلّي ألمَحُ فَمًا مُعْوَجًّا، كما حصل لصاحب القصيدة، فارتدّ اليّ البصرُ خاسئا، وهو حسير، ووجدتني أتساءل حائرا : ما بالُ إعلاميّينا لم تعْوجَّ أفوَاهُهُمْ بَعْدُ.. أم أنهم يتمتّعون بتأجيل التنفيذ ؟؟