هنشير جمنة والحمل الكاذب
النضال والتدافع السياسي والتنموي لا يكون الا داخل المؤسسات الشرعية وهي وحدها الكفيلة بادارة الصراع الاجتماعي بطريقة سلمية وناجعة داخل المجتمع و بالتالي يجب أن نبني المؤسسات ونشيدها أولا ثم نتحرك داخلها بالتأسيس والانشاء والتعمير وحتى إن كانت المؤسسات فاسدة أو ظالمة نجابهها ونحاربها ونقومها بالتحركات والنضالات وأما الرقص الشعبوي خارج المؤسسات وإقامة الافراح الاستعراضية الكاذبة والايهام بإكتشاف العصفور النادر الذي نبحث عنه والانسياق وراء إنشاد محفوظات الاقتصاد الاجتماعي التضامني المشغل للشباب والقاضي على البطالة وغيرها من الاوهام الهيستيرية الجماعية فهو عبارة عن حمل كاذب أوفي أحسن الاحوال حمل خارج الرحم. يتبع
لست من الذين يشتغلون على الحدث في حد ذاته بقدر اشتغالي على العقل السياسي الذي يقف وراء الحدث لان الحدث عابر والعقل هو ماكينة التاسيس ولست اقصد وقد فهمني الكثيرين تجربة جمنة و لا اهالي جمنة بالنقد والتشنيع وانما قصدت العقل السياسي المتهالك والكسول والذي بسوق للتجربة وكانها طريق الخلاص وهو بذلك وان لم يشعر يؤسس لمنطق داعشي جديد في تونس حيث يصبح كل فرد او مجموعة من الافراد له الحق في الاستيلاء على الملك العمومي المشترك باسم الاقتصاد التنموي التضامني و هي لعمري شعارات كاذبة يقف وراءها عقل محدود الافق وعاجز.
رغم انتفاخ البطن وزغاريد النسوة فان الحمل كاذب وعند ساعة الولادة المنتظرة لن تجدوا جنينا.