الثورة شرَّقَتْ فَتَعَثَّرَتْ وَغَرَّبَتْ فَتَجَذَّرَتْ
منذ انفجار الثورة ونجاحها في نسف راس الحكم في تونس وتشريقها الى مصر فليبيا فالشرق العربي والصراع يشتد بين حكم يضبط قبضته على الادارة والموارد والعلاقات الدولية التي اساسها الاستقواء بالخارجي والاجنيي المدجج بالمخابرات المنتشرة والدبلوماسية المدربة والاموال الجاهزة للضخ دائما في حلوق الاعلام فتخرج تسبيحا للسلطات المتحكمة على معائش الناس والموجهة لمصائر المجتمعات.
وليس غريبا ان تجد الثورات كلما اتجهت شرقا عنتا شديدا ومعارضة من النخب المصنوعة على أعين وقياسات القوى الدولية خاصة وانها كلما شرَّقَتْ اقتربت اكثر فاكثر من عش الدبابير او عقدة منشار التحولات في التقدم لغاياتها. عش الدبابير هذا هو الكيان الصهيوني واستقراره ولقد شرقت الثورة حتى احاطت ببؤبىء الصراع (قلسطين) شرقا (سوريا) وغربا (مصر) وكلاهما جمهوريتان انقلابيتان عسكريتان. وهناك استقر نزاعها وتشعبت مسالكها وتخالفت قياداتها.
وبهذا التشريق فهي تقترب من محضورين يعتبران خطا احمر الاقتراب منهما. وكيف لا والعالم طيلة قرن كامل (القرن العشرين) وهما يمثلان قطب الرحاه ومركز الصراعه واولهما النفط كثروة طاقية اعين العالم كله عليها مع شبكة المعابر البحرية الدولية. وثانيهما الكيان الصهيوني الاستيطاني الوكيل الاصيل والضامن لعدم توحد الشرق العربي وبناء الاندماج المنتج للكرامة والحرية والوحدة. اذن شرَّقت فغربت.
وعلى العكس عندما غرَّبت متخطية الجزائر ذات الاستقرار المالى النفطي والرصيد العالي من الثورة التحررية والنظام السياسي الخارج حديثا من معارك داخلية استمرت عقدين من الزمن ركزت له الاستقرار واعطته مكانة متقدمة مضمونة في مكافحة ما اطلق علية (الارهاب). تلقفت المملكة المغربية وسائل الثورة دون دمائها واهداف الثورة الممكنة دون شططها.
ادن بلغت موجة الثورة الى المغرب دون اعاصير وغيثها دون سيول فتلقفها الملك سليل الاستقرار ذي 500 عام واكثر وبخبرة المرونة للعواصف التي تزيد المرن قوة وصلابة فاصلح وغير وضحى ببعض رموز الظلم عنده واطلق للشعب رضاه قبل سخطه وتفهمه فبل صده فتفاعل المجتمع وتدافع وتصارع حتى نضجت ثمرته فاقتطفها المغرب زيادة في الاستقرار وارتقاء في سلم النمو وجلبا للاستثمارات.
وعليه يمكن اعتبار النتائج الاخيرة للانتخابات التشريعية المغربية ليوم 07/10/2016 ثمرة تربتها بعيدة عن تيارات الشرق وعواصفه وعوامل تعريته هيأها الوضع الدولي وفجرها الربيع العربي ذو المنبت التونسي وانبتها الاستقرار السياسي في كون راس النظام الملكي مجمع حوله كقيادة يمكنها ان تشق مسارات جديدة وبعقلية الملك الشاب هناك. إذن غرَّبَتْ فأشْرقَتْ.