في تونس: الفساد مرض عارض
نور الدين الختروشي
لا اذكر التاريخ بالضبط ولكن ذات يوم من حكم الترويكا زمن حكومة علي لعريض كان لي لقاءا مع عضو المكتب السياسي لحزب الاصالة والمعاصرة المغربي وعاتبته يومها على سعي بعض المغاربة القريبين من السلك الديبلوماسي لتحويل وجهة المستثمرين للمغرب على ماهو معروف ومنداول يومها وكررت نفس الملاحظة في مناسبة اخرى مع ديبلوماسية زارتني يومها في مكتبي بمقر البناء المغاربي وكنت حريصا على اختم عنابي بالقول وحرفيا “بالنهاية ما مشات في كرش عدو وانما المغاربيون اخوه ولا يؤمن المغاربي الا اذا احب لاخيه ما يحب لنفسه”…
البارحة جمعني لقاء مع مستثمر اجنبي كان في تونس ثم انتقل للمغرب بعيد الثورة.. وعاد اليوم لينقل شركته الى تونس من جديد والسبب:
- المستوى النوعي للمورد البشري بتونس والذي يساوي وقد يتفوق على نظيره الاوروبي احيانا. وهذه شهادته.
- الفساد الاداري في المغرب اكثر عمقا وامتدادا من تونس وقد حدثني طويلا عن فن منهجة الفساد وقارن بينه وبين الموجود في تونس بالخلاصة التالية: في المغرب “الفساد تقليد” في تونس “الفساد مرض” …
أعان الله الحكام الجدد في المغرب ليحولوا الفساد الى “مجرد مرض عارض” واعاننا الله على استئصاله قبل ان يستفحل فيتحول الى تقليد وثقافة تسيير…
تونس ما بعد الاستقلال يحق لها ان تفخر باستثمارها في الذكاء…
ورشة الاصلاح الشامل تبدأ بالحرب على الفساد.. وبعدها الطريق سالكه باذن الله.