مؤتمر رابطة بن موسى
عبد اللّطيف درباله
عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ينتهك حقوق المناضلين فيها والمدافعين عنها.. و”يعذّب” المنطق والأخلاق والعرفان بالجميل..!!!
عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعميد المحامين السابق ارتكب كل الغرائب في افتتاح المؤتمر السابع للرابطة أمس بقصر المؤتمرات بالعاصمة..
فقد استدعى بن موسى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي لافتتاح المؤتمر رغم تاريخه وسجلّه الأسود في المجال وسوابقه والشبهات حوله أيام كان مديرا عاما للأمن الوطني ثم وزيرا للداخلية من سنة 1962 إلى سنة 1969.. وفي المقابل غيّب بن موسى ولم يستدع رئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي الذي قضى حياته في الدفاع عن حقوق الإنسان في تونس.. وهو أمر ثابت ومؤكد بقطع النظر عن أداؤه السياسي.. بل وكان المرزوقي ناشطا طوال سنوات القمع والديكتاتورية في الرابطة نفسها.. في عهدي بورقيبة وبن علي.. بل وكان رئيسا لها من سنة 1989 إلى سنة 1994 في أحلك فترات انتهاكات حقوق الإنسان ومطاردة وهرسلة وقمع المدافعين عنها في تونس..
كما غيّب عبد الستار بن موسى عن مؤتمر الرابطة أحمد نجيب الشابي، السياسي والمحامي، المدافع الشرس عن الرابطة أيّام الجمر.. والمساند القويّ لها في عهود هرسلتها وتجميدها من طرف نظام بن علي.. وكان مساندا كبيرا وفاعلا لها حينها.. وكانت الرابطة أيام القمع والمنع تجتمع في مقرّ حزبه..
ولم تقف شطحات رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عند ذلك.. بل استدعى عميد المحامين الجديد عامر المحرزي ولم يكلف نفسه حتى عناء استقباله.. ولم يمكنه من إلقاء كلمته المبرمجة.. بل ولم يدعه للوقوف على المنصة الرئيسيّة ولا أدخله قاعة التشريفات مع كبار الضيوف.. رغم أنه يمثل عمادة المحامين الذي يعدّ الهيكل الأبرز في تونس في الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة على مرّ العقود.. وصاحب السجلّ المشرّف في الدفاع عن الرابطة نفسها التي يرأسها بن موسى ونظم مؤتمرها..
وفي المقابل استقبل بن موسى بحفاوة العميد السابق محمد الفاضل محفوظ.. وعامله كأنّه لا يزال هو عميد المحامين رغم أنه لا يتمتع بأيّ منصب رسمي الآن.. ولكنها صداقته الشخصية مع بن موسى الذي يبدو أنه قرّر تسخير مؤتمر الرابطة لمزاجه وحساباته الخاصّة ومصالحه الشخصية..!!
عبد الستار بن موسى غيّب عمدا وإهمالا الكثير من الشخصيات الوطنية الأخرى المناضلة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.. والمدافعين عن الرابطة نفسها سابقا أيّام المحن.. والناشطين فيها ماضيا.. وقام سعيدا بدعوة من أيديهم ملطّخة بانتهاكات حقوق الإنسان.. أو المتورطين في مطاردة ومضايقة وهرسلة وقمع الناشطين فيها.. وكان فرحا مسرورا وهو يختطف ويطبع قبلات حارّة على خدود السبسي..!!!
إذا ما كان لعبد الستار بن موسى حسابات سياسويّة.. ومصالح.. وطموحات في مناصب بعد نهاية مدّته في الرابطة.. فمن العيب أن يستعمل صفته كرئيس للرابطة وأن يسخّر مؤتمرها السابع لربح النقاط والمزايا لتحصيل العطايا.. وأن يتحوّل من رئيس لمنظمةّ يفترض أن يقاوم فيها انتهاك حقوق الإنسان إلى انتهاك المنطق والأخلاق والعرفان..!!!