النهضة وسياسة قنديل باب منارة
الحبيب حمام
حركة النهضة تسير بخطى ثابتة في طريق العمل المؤسساتي الديموقراطي المتين. مرّة أخرى كانت على موعد مع التاريخ، فها هي تضم الحركة إليها شخصيات من خارجها مشهود لها بالكفاءة والاتزان، نذكر منها محمد القوماني وسعاد الحجي وحياة العمري ودرة بوشماوي ونوفل الجمالي. طبعا، لضخّ هذا الدم الجديد، وجب إبراء ذمة (تعويض) بعض الدم القديم مثل عبد الحميد الجلاصي وعبد اللطيف المكي وعامر العريض وسمير ديلو. ولكن وجب إبقاء بعض الدم القديم ليقع التواصل بين المكتب القديم (تنفيذي أو سياسي) والمكتب الجديد، ونذكر من هؤلاء رفيق عبد السلام ولطفي زيتون ورياض بالطيب وحسين الجزيري ونور الدين البحيري.
كان من الممكن أن يقع العكس، يعني أن يقع إبقاء المغادرين (عبد الحميد، …) والاستغناء عن الباقين (رفيق، …)، ولكن لم تر النهضة هذا الرأي. كان يمكن المزج، مثلا بإبقاء عبد الحميد الجلاصي وعبد اللطيف المكي مع رياض بالطيب وحسين الجزيري ونور الدين البحيري والاستغناء عن عامر العريض وسمير ديلو مع رفيق عبد السلام ولطفي زيتون وعماد الحمامي، ولكن لم تر النهضة هذا الرأي تغليبا لروح الانسجام داخل المكتبين لربما.
طبعا لم يقع الاستغناء عن خدمات المذكورين أعلاه تماما. فهم حاضرون في النهضة بثقل. فهم نواب في كتلة النهضة التي يرأسها أحد الباقين، نور الدين البحيري. ولإحداث التوازن، فمن ناحية عندنا نور الدين البحيري الذي يجمع بين العضوية في المكتب التنفيذي والمكتب السياسي وكتلة النهضة مع رئاسته لهذه الأخيرة، وعندنا من ناحية أخرى عبد الحميد الجلاصي الذي يجمع بين عدم العضوية في المكتب التنفيذي والمكتب السياسي وكتلة النهضة مع رئاسته للاشيء. وهذا من قبيل التوازن.
النهضة كذلك خطت خطى ثابتة في مجال التوافق والمنهج التشاركي، طبعا هذا التوافق يكون مع شركاء الوطن مثل النداء والحر وآفاق تونس والجمهوري. ولا يُعقل أن يكون التوافق والمنهج التشاركي داخل النهضة لأن خارج النهضة أولى به، فهم شركاء الوطن. فحسب سياسة قنديل باب منارة، لا معنى أن يكون هناك توافق وتشارك بين الشيخ راشد ورفيق ورياض وحسين ولطفي ونور الدين من ناحية وعبد الحميد وعبد اللطيف وسمير وعامر من ناحية أخرى، لأنهم أصلا متوافقون ومتشاركون في فكرة أن لا يجتمعوا في المؤسسات المركزية للنهضة. والله ولي التوفيق