الأمل يجب ان يُزرع قبل القمح
“لا نخاف كرتُوش غرّاد ..
لا ناس حسّاد ..
لا كور لا سيف هنّاد ..
صبّار يوم الشّْدايد مِصواب صِنديد صيّاد ..
لاَنيش رَعّاد ..
لا تهمّني ثْلوج لا أبراد ..
من الجّد واخذ عْوايد كي الصّيد للفْجوج شدّاد ..
شجاع هدّاد ..
قتّال في غزال و أوداد ..
تلقاه فوق المْوائد”.
تصير مدينة النزوح والانتحار، تلعق سفيه الوعود وتصابر صبر شجر الصبّار لتبقى بين جائحة موت وفضلة حياة وتستمسك منها برمق، يسافر المنتدى العالمي للوسطية -فرع تونس- الى الناس حيث هم، وتحاضر المدربة فضيلة الجبلاوي ابنة الجهة الخبيرة بوعَث الارض وغور الانفس. ونستكشف جواهر البشر ومعاناة اطفال المدارس في سيارات “الايسيزي” و”404″ في التنقل الى المدارس… رسمنا بعضا من الفرحة، تساءلنا وعُدنا برجع الحديث وصحيح المتن ووثيق الاسناد، واعين بالفرق بين الجهل والامية، والسّاحل والداخل، والعلم والثقافة، وزيف الوعي والعقل الغريزي..
هنالك لا يريد الناس سوى بعض الاهتمام كغيرهم من البشر… اما الفقر فهم معه في حالة انس بالعشير منذ زمن بربري. الحياة امل اذا انقطع خسرنا المعنى، ومن هنا تبدا الهزيمة النفسية وهي اول النكبات وام الكوراث. كيف لمدينة ترشح شخصين للرئاسة وصحفيين الى قناة الجزيرة وعشرات الاساتذة والمعلمين والكوادر ان ترشح آخرين الى تفضيل الموت على الحياة ؟ وما هي وظيفة علم الاجتماع ان لم يساعد على وقف نزف المراهقين ؟ وما قيمة ان تكون سعيدا وسط اشقياء وميسورا بين فقراء ؟ كلنا مقصّرون بلا ريب… وكلنا في الوطن اهل… وفي الهم شرق، والماساة الصامتة يجب ان تتوقف، والامل يجب ان يُزرع قبل القمح، فقط “ائتوني برجل اذا كان مع الناس ظننت انه اميرهم واذا كان اميرهم كان كانه واحد منهم” كما قال عمر بن الخطاب حين بحث عن وال للشّام… واتركوا سيوف الايديولوجيا في اغمادها. ورغم كل شيئ… شكرا الى السلطات في الجهة على حفاوة الترحاب.