هل هو تهميش ممنهج أم هي تجاذبات سياسية المدمرة ؟
موقف سلبي اتخذته السلطات المركزية والسلطات الجهوية والمحلية بجندوبة ووسائل الإعلام الجهوية وعلى رأسهم والي الجهة ورئيس النيابة الخصوصية لبلدية #جندوبة السيد المعتمد، وذلك لعدم تجاوبهم مع اللقاء الّذي جمع يوم الإربعاء الماضي 29 جوان 2016 الموافق لـ 24 رمضان 1437 هـ الوفد التركي الذي يتكون من رئيس بلدية كيشورة التركية “Keçiören Belediyesi” ونواب من البرلمان التركي ورجال أعمال أتراك بمجموعة من اطارات الجهة في القطاع الخاص والعام ومعظم المنظمات بالجهة والمتمثلة في اتحاد الاعراف، اتحاد الفلاحين، الغرفة الجهوية للصناعة والتجارة، وكالة النهوض بالصناعة، وكالة النهوض بالأستثمارات الفلاحية، مكتب التشغيل، مركز شاهد، شبكة الجمعيات، مستشارين في العمل البلدي، اطارات في القطاع الخاص والعام.
هذا اللقاء الذي أراد من خلاله الوفد التركي تقديم مساعدات عينية لولاية جندوبة والتوأمة مع بلديتها، تغيب رئيسها عن حضوره وتغيبت وسائل الإعلام عن تغطيته.
فهل هو التهميش الممنهج للولاية ؟ أم اللامبالت وعدم تحمل المسؤولية ؟ أم هي التجاذبات السياسية المدمرة ؟
بلدية كيشورة التركية كانت قد ابرمت منذ ثلاثة سنوات اتفاقية تعاون مع بلدية جندوبة ولكن للأسف عدم استقرار النيابة الخصوصية لبلدية جندوبة وركود العمل البلدي بالجهة كان سببا في تعطيل هذه الإتفاقية وعدم استثمارها بشكل جيد لفائدة الجهة وما زاد الطين بلّة هو الموقف السّلبي الّذي ذكرته آنفا.
الصحفي المتميّز ومراسل TNN السيد رشيد القروي ذكر على حسابه الشخصي على شبكة التواصل الإجتماعي أنه تعرض لسوء معاملة خلال تغطيته لزيارة الوفد التركي من طرف المترجم والمتمثل بالأساس في رفض هذا الأخير لإجرائه حوار مع ممثل حزب العدالة والتنمية وتهربه من محادثته، كما قام هذا الأخير بتحيّة كل المراسلين الجهويين الذين قاطعوا هذه الزيارة وكذلك بتحية كل من قاطع هذه الزيارة من مجتمع مدني بجندوبة ومنظّمات وطنيّة لرفضهم التعامل مع وفد حكومته تهرول الى التعامل مع الصهاينة وتتظاهر بالدّفاع عن الاسلام والقضية الفلسطينيّة.
كنت سأتعاطف مع صديقي الصحفي المتميز إن صحّت روايته لو لم بحشر القضية الفلسطينية في هذه المسألة الشخصيّة. هل معنى ذلك أنّ السيد الصحفي المحترم وأنا أقر بتميّزه، قد قام بمقاطعة تغطية كل الوفود الوافدة على جهتنا بتعلّة أنّ حكوماتها مطبّعة مع اسرائيل ؟ قطعا لا ولو قمت بذكرها لكتبت المئات من السطور.
أليس ذلك استثمار في الدم الفلسطيني ؟ أليس ذلك متاجرة بالقضية الفللسطينية ؟
تركيا اليوم ترفع حصار غزة وتمدها بالكهرباء ومياه الشرب وآلاف الأطنان من المساعدات… ولست في خندق الدفاع عن الرئيس أردوغان أو عن تركيا اليوم أو عن حزب العدالة والتنمية فإنجازاتهم تجاه وطنهم وتجاه القضية الفلسطينية كفيلة بالرد على منتقديم، ولكن أردت التبيان ورفع اللّبس فحسب، لأن زيارة الوفد التركي تعتبر ناجحة بالقياس مع حجم المقاطعة الممنهجة لها من طرف السلطات المركزية والجهوية والمحلية.