تدوينات تونسية

المستثمرون في هشاشة الأنظمة

حميدة بالسعد (وفاء مطر)

محطات تاريخية ومضامين اعلامية وأشخاص.. يعيدون نفس السياسيات ونفس الخطاب ونفس المطالب كلّما اشتد الخناق عليهم ولم يجدوا لهم موقعا في “السلطة”.

سنة 1989 : اثر فوز الاسلاميين في الانتخابات واحتمال فكرة التحالف بينهم وبين “النظام” قامت مجموعة من اليساريين والنخب الحداثوية بمبادرة سمّيت بـ”نداء 150″ الهدف منها اقصاء الاسلاميين من المشهد السياسي.. انه زمن الهشاشة السياسية.

واليوم وبعد 25 سنة تتحرك نفس الماكينة الايديولوجية التي تجاوزها التاريخ والجغرافيا ممثلة في نفس الشخوص ونفس الرسائل الايديولوجية الممجوجة بالحقد والرغبة في الابادة الجماعية لفصيل “اسلامي” اثبت جدارته وديمقراطيته ونجاحه في انجاح مسار الانتقال الديمقراطي والسلم الاهلي ورسوخ الوعي السياسي… تتحرك الماكينة لتطل علينا بمبادرات وبيانات هي بمثابة الصيحات الاخيرة للديك المذبوح الذي اقصى نفسه من المشاركة في ادارة الشأن العام بمراهقته السياسية وأنانيته المتأصلة في مرجعياته الاقصائية… تمخضت المكينة فأنجبت :

  • الكتاب الابيض : وهو عبارة عن وثيقة صاغتها مجموعة من المثقفين والمفكرين التونسيين المستقلين في سلسلة من الاجتماعات، انعقدت في المدة المتراوحة بين افريل وجوان 2014، بفضاء مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، وأدار الحوار فيها مصطفى كمال النابلي.
  • بيان المثقفين ضد الارهاب : جويلية – اوت 2015 : والذي تضمن اشارات واتهامات ضمنية الى حكومة الترويكا وتحديدا حركة النهضة كمسؤول اول عن انتشار ظاهرة الارهاب في تونس بعد الثورة.

  • بيان 2 نوفمبر 2015 والذي يهدف الى تكوين إطار سياسي ومدني جديد يتبنى مطالب هي بالاساس رد فعل على تشريك النهضة في هذه الحكومة والتخويف من اجنداتها المستقبلية المتثملة في تغيير نمطها المجتمعي في الاتجاه السلفي والرجعي ذاكرين حركة النهضة بالاسم ودونما مواربة.

كل هذه الدعوات والبيانات والمبادرات لم ترق (لا من حيث المضمون ولا من حيث الاشخاص القديمة المتجددة) الى صياغة بديل برنامجي قادر على مواجهة المخاطر الحقيقية التي تهدد البلاد.. همهم الوحيد هو التموقع داخل السلطة واقصاء اهم فصيل سياسي الا وهو حركة النهضة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock