تدوينات تونسية

“لا تاذيني لا ناذيك”

كمال الشارني
الناس يلجأون إلى أخذ حقوقهم بأيديهم حين لا يثقون في القضاء، إذن لماذا يلجأ بعض أعوان الأمن إلى الاحتجاج أمام مكتب أحد القضاة ؟
تجول رئيس الوزراء البريطاني تشرشل في لندن المخربة بالحرب العالمية فسأل عن شيء واحد: القضاء ؟ قيل له: القضاء البريطاني بخير، قال: إذن كل شيء بخير، احتاجت بريطانيا إلى عامين لتحقيق النهوض، كان ثمة شيء ثابت يعتمد الناس عليه: الثقة في القضاء.
احتجاج أعوان الأمن أمام مقر القضاء، اسمه في الدستور والمنطق: التمرد، العلاقة بين أعلى رتبة في سلك الأمن وأي قاض متدرب هي علاقة عمودية قائمة على الانضباط، وزير الداخلية نفسه ليست له أية حصانة أمام القضاء، لكن وقوف أعوانه احتجاجا أمام مكتب القاضي، يذكرني بحادثة حضور 55 عون أمن بالزي القتالي في 2012 في أحد محاكم البلاد مع أداء الشعارات الجماعية التدريبية على القتال أمام مكتب أحد قضاة التحقيق لأنه تجرأ على استدعاء أحد ضباطهم للاستجواب في حالة سراح.
في هذا البلد الكئيب، إذا كنت مسلحا ومحميا بشعار الدولة، يمكنك أن تحتج بزيك القتالي أمام مكتب القضاء، في انتظار أن يقول لك “لا تاذيني لا ناذيك”، وإذا كنت مواطنا عاديا، فلا أستغرب أن تقرر أن تأخذ حقك بيديك.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock