نور الدين الختروشي
سوريا في حاجة إلى أن تضمد جراحها، وتكفكف دموعها، وتعود الى المدرسة والحقل والمصنع.
سوريا في حاجة أن تستعيد العقل..
أن تستعيد التعايش بين طوائفها وأحزابها وكل مكوناتها لتستجمع مكامن قوتها الرمزية والبشرية والمادية وتنطلق نحو أفق السيادة على المصير.
سوريا الديمقراطية القادمة من وراء غبار وانهار دماء، وفي المدى المتوسط، أي بعد عقد أو يزيد، ستكون العمق الاستراتيجي المفقود للمقاومة برعاية تركيا /أردوغان..

فليس مهما رحيل الرجل، وهو سيرحل عاجلا أو أجلا المهم والثابت اليوم أن ما بعد أردوغان ستستمر دولة أردوغان فتركيا أتاتورك انتهت وهي اليوم من رصيد الذاكرة وليست في حساب المستقبل، تركيا ما بعد أتاتورك ستكون اكثر ديمقراطية واكثر تطلعا للالتحام بعمقها الإسلامي من موقع الريادة وقد أثبتت ملحمة الطوفان عمق إجماع الأتراك حكومة وأحزابا وشعبا حول دعم المقاومة.
المظلة التركية الراعية اليوم للشرع تكفيه ليشتغل بهدوء وينجز المطلوب الوطني السوري بشرط أن يواصل القفز برشاقة على ألغام الرقعة كما نراه اليوم، ويبقي على خط فكرة “العقد في الداخل بين الجميع” وفكرة “الشراكة في الخارج مع الجميع”.
تقديري أن مسار إعادة بناء سوريا وانتظامها في مسار الحداثة السياسية ودولة العقد والقانون والعدالة سيمهد الى تقاطع استراتيجي مع المقاومة بقيادة جيل ما بعد الطوفان وعندها قد يكتب التاريخ أن معركة تحرير الأقصى حسمت من الجولان وان الشرع ليس سوى الجولاني…
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تدوينات لحرية الرأي وثقافة الحوار
