Site icon تدوينات

لماذا 7 أكتوبر؟ ماذا ربحت غزة؟

أحمد الغيلوفي

أحمد الغيلوفي

أحمد الغيلوفي

دُمّرت غزّة تماما تقريبا، واستُشهد قرابة 70 الف، وجُرح ثلاثة أضعافهم. فكيف نتحدّث عن انتصار؟ ألم يكن 7 أكتوبر فعلا عبثيا جنى على الغزاويين؟
سيشرعُ قسط وافر من النخب العربية في طرح هذه الأسئلة للوصول الي رأي يُجرم الـ 7 من أكتوبر بغاية تجريم حماس حصرا أي الإخوان تحديدا.
لنبدأ بالسؤال الاستنكاري: ماذا ربحت غزة أمام كل تلك التضحيات والدمار والقتل؟
اذا كان السائلُ يصدُرُ عن الثقافة العربية الاسلامية أو عن موقف علماني.

غزة

فاني أقول له:

ماذا ربح أصحاب الأخدود حين رفضوا التخلي عن دينهم فعاقبهم ذي نواس بان رماهم بالآلاف في أخاديد من النار؟
ماذا ربح أصحاب محمد (صلعم) عندما اصروا على الخروج من الوثنية فهُجروا وعُذّبوا وكادوا يُسحقون تماما في اُحُد؟
ماذا ربح عمر المختار والشعب الليبي من مقاومة الطليان اذا عرفنا أن هؤلاء قد قتلوا 1/8 من الليبيين؟
ماذا ربح الروس من ستالينغراد وقد قدموا مليوني ضحية؟
ماذا ربح الجزائريون حين استشهد مليون ونصف خلال الثورة؟
ربح هؤلاء تغيير مجرى التاريخ. طبعا سيقول الكائن الأرضي “وعندما أموت أو أجوع ماذا ربحتُ من تغيير التاريخ؟” أنت لست معنيا بالتاريخ فاقعد فانت الطاعِمُ الكاسي: أمثالك لا تحرر أرضا ولا تنشر دينا ولا تدافع عن قضية ولو عاد الاستعمار لكنت حركيّا ممتازا مقابل الزيت والحِنطة.

فماذا فعل الغزاويون ؟

منذ أرسطو الذي ورّث الفكرة الي مونتسكيو الذي ورّث الفكرة الي هيجل الذي نشرها في الغرب: الشرق قطيع من العبيد الجبناء الخانعين الذين لا يواجهون الموت دفاعا عن حريتهم (أرسطو، السياسة).
لقد تغيرت هذه الفكرة بفضل بطولات الغزاويين الأسطورية.

أمر أخر: كل الشرائح الشبابية في العالم لها موقف سلبي من ” إسرائيل” وهذا يعني تغيير تاريخي في الرأي العام العالمي.
أمر أخر: وقفنا على عجز وتواطؤ الدولة العربية، ووقفنا على عجز وتواطؤ النخب التي جعلت من فلسطين شعارا لعقود: وقفنا على جبن شيوخ الدين أمام السلطة وتفضيلهم للخبز على نصرة الضحايا.

في كلمة: لقد كان صراعا حول الاعتراف واجه فيه الغزاوي وقبل أن يكون صراعا صفريا: إما الموت أو الحرية. لو فضّل البقاء، مجرّد البقاء لأصبح عبدا وهُجّر. واجه وقاوم وصبر فاعترف العالم به كذات حرة.

“من لا يضع الموت في كفّة والحرية في كفة يكون عبدا”.

Exit mobile version