بحري العرفاوي
■ بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم بدأت تركيا تحضر في المشهد العربي، كتبتُ نصوصا في ذلك بمناسبة زيارة أردوغان للبنان، (مقالي بصحيفة الوحدة 2009) وكتبت نصا حين كان أول احتفال بعاشوراء في إسطنبول (مقالي بجريدة الصباح 2010) ، وكتبت عن سفينة مرمرا التي أرسلها أردوغان الى غزة وقصفها الكيان، (2008) كتبت يومها قصيدة في أردوغان مدحا لموقفه (مجموعتي الشعرية نمل ودود)، كما سبق أن كتبت في مانديلا وشافيز ونصر الله وصدام ، والمعيار عندي هو مقاومة الاحتلال.

■ في إحدى مشاركاتي ببرنامج إذاعي في 2011، فاجأتني صاحبة البرنامج (نورة بوعلاق الرائعة) بأنّ متصلا يريد أن يخبرني بمفاجأة، المتصل شاب تركي سبق أن التقيته بطهران في 2011، قال لي في ذاك الاتصال: “هل تعلم أن أشعارك تُدرّس بالجامعة التركية”؟ حقيقة لا علم لي بأي تفصيل.
■ زرت تركيا خمس مرات، (كما زرت إيران خمس مرات)، كل زياراتي لتركيا كانت مشاركات إما في ندوات فكرية ثقافية، وإما مؤتمرات علمية دولية، وأتلقى الى اليوم بمعدل دعوة في كل شهر من أكاديميات تركية تدعوني للمشاركة سواء في داخل إسطنبول أو في بغداد أو في طرابلس أو في لندن أو في تونس، (مثلما هو حال مؤتمر فيفري بالحمامات، ومؤتمر أفريل القادم بإذن الله بتونس).
■ عاطفيا: لا أخفي انبهاري بجمالية تركيا وبحيوية أهلها وبوفرة زينة الحياة فيها، وأيضا لا أخفي أني أرتاح فيها ملء قلبي وروحي وفكري سواء كنت في أحد النزل أو كنت في إحدى حدائقها أو كنت في سلطان أحمد وآية صوفيا أو كنت في مضيق البوسفور أو عند سور القسطنطينية أو ساحة تقسيم.
■ إسطنبول تحديدا ساحرة، ومغرية بالحياة وشاهدة على أن أناسا خدموا بلدهم، وهل يخدم بلده إلا من أحبّ شعبه وبرّ وطنه؟.
■ سياسيا، لست ممن يحشرون أنفسهم في شؤون الشعوب ولا ممن يُنصّبون أنفسهم حَكما في خلافات بين أحزاب وتيارات لهم جميعا قراءاتهم وتقديراتهم لشأن بلدهم يعلمونه ولا أعلمه.
■ دوليا، وإقليميا: أنا أميل إلى محور يتبنّى خيار المقاومة ويمارسه ويشهد كل مكون فيه لبقية مكوناته بما يجعلني لا أجرؤ فأشكك أو أحكم على نوايا أو على خفايا.
■ في المطلق: كل دولة تخدم مصالحها وكل حاكم يريد أن يستمر في الحكم، وهو أمر من طبيعة البشر، وهذا يجعلني انظر لكل المعارك السياسية بغير معايير معارك الأفكار، فلا أزكّي سياسيا تزكية مطلقة وإنما أمتدح مَواطن وأنقد مَواطن وأدين مَواطن اجتهادا وتقديرا وتقليبا ولست مدعيا لمعرفة ولا متسلطا على عقول الناس وعواطفهم ووجهات نظرهم.
كما أنني لا أعرض عقلي لا للإيجار ولا للملء، فلست أخوض فيما لا أراه جديرا بصرف وقت، ولست أستمع لما أجده خارج الأزمنة.
■ في عالمنا المعاصر: غياب قوة القانون، وحضور قانون الغلبة، الغلبة ليس للحجة وإنما للقهر، عالمنا الثالث أو ربما صرنا رابعا وخامسا وسادسا، هو عالم مفعول به وفيه وعليه، فلا يدعينّ أحدٌ بطولة ولا زعامة وهو يعلم أنه ليس قائدا ولا شريكا وإنما هو في أحسن الحالات “متعاون” وفي أسوئها “عميل”.
■ في المستقبل: لست منهزما ولا يائسا، ولم افقد الثقة في الشعوب، ولا في دور محتمل للعلماء والمصلحين وفي الشباب خاصة، ولست أنسى عناية الله: “والله لا يُحِب الفساد”، و:”وإن الله لا يصلح عمل المفسدين”.
■ زمن الحضارات يختلف عن زمن الأفراد والأحزاب، فلا يستعجِلن أحدُنا رؤية ما سيراه أحفادُه بإذن الله وصدق وعده.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.