الخميس 13 مارس 2025
عبد الرزاق الحاج مسعود
عبد الرزاق الحاج مسعود

صمت الحكم الجديد في سوريا أمام العربدة الصهيونية !!

عبد الرزاق الحاج مسعود

الصمت الذليل للحكم الجديد في سوريا أمام العربدة الصهيونية في أراضي سوريا وتوسيعها للأراضي السورية التي تحتلها وقصفها اليوم لمقدّرات الجيش السوري هو عند بعض التونسيين الأوفياء “وجدانيا” لفلسطين دليل قاطع على عمالة جماعة الشرع للكيان وللأمريكان.

العربدة الصهيونية في سوريا
العربدة الصهيونية في سوريا

طبعا لست معنيا بإثبات عمالة الحكم الجديد أو وطنيته. فهذا الأمر سابق لأوانه فعلا. وكل حديث حاسم فيه ليس أكثر من إسقاط أيديولوجي انفعالي.
ما يعنيني هو محاولة ضبط منهجي يضع موضوع العلاقة بالكيان في سياقه السياسي العام.
الكيان هو أعلى مراحل توحّش المشروع الإمبريالي الغربي (اقتباسا لتعريف لينين للإمبريالية بأنها أعلى مراحل الرأسمالية). وهو يمثل البؤرة الأشد تكثيفا ومركزية للاستثمار السياسي والعسكري والإيديولوجي الغربي في العالم.

رأينا هذا حين سارعت أمريكا زعيمة الإمبريالية العالمية إلى تحريك حاملتي طائرات إلى شواطئ غزة مباشرة بعد عملية الطوفان لحماية الكيان. ورأينا كيف انخرطت بريطانيا وفرنسا وألمانيا خاصة في حرب الإبادة على غزة. يعني الغرب كله انخرط في حرب إبادة ضد تنظيم مقاوم صغير ومحاصر دفاعا عن كيان يمثل “الصنيعة السياسية والأخلاقية” للتاريخ الغربي الحديث.

التنظيم المقاتل الذي خاض ملحمة صمود أسطوري وفرض على الغرب القبول بالتفاوض بعد خمسة عشر شهرا من الإبادة جهّز للمعركة ما يناسبها من استعدادات بشرية ونفسية وعقائدية ولوجستية ما لم يتمكن العدو من رصده رغم قدراته الاستخباراتية الرهيبة. ومع ذلك نرى أن الملحمة قد لا تنتهي لصالح مقاومة لم تكتف الأنظمة العربية بخذلانها بل انحازت إلى العدو ضدها.

لذلك..، عن نفسي، أعتبر مطالبة الحكم الجديد في سوريا بالردّ على استفزازات الكيان لا فقط مزايدة وطفولية سياسية، بل انخراطا في مشروع تدمير ما تبقى من سوريا.

الحديث عن مواجهة كيان يجسد “ذروة التوحش الإمبريالي الغربي” ببلد مدمّر وكل مرافق الحياة فيه معطّلة، ومجتمع مفكك ومفقّر وينزف، ومؤسسات دولة وإدارة تحتاج بناء جديدا من الصفر، ومجال سوري مكشوف كليا ومخترق إقليميا وعالميا، في محيط عربي متصهين…، هو حديث تافه وسخيف للأسف، حتى إن كان محرّكه شعور وطني ووفاء صادق لفلسطين.

طبعا سيقول الأصدقاء هذا تبرير لتخاذل حكم الشرع.
أقول لهم: حتى إن تبيّن لنا بعد زمن أن الشرع عميل أمريكي وجاسوس صهيوني…،

أتمسك بكلامي.
وتبا.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عبد الرزاق الحاج مسعود

سهام بن سدرين… معذرةً

عبد الرزاق الحاج مسعود في عمر الخامسة والسبعين، بعد مسيرة نضال والتزام استثنائية، تُسجن، وتُضطرّ …

عبد الرزاق الحاج مسعود

الشخصية القاعدية التونسية ؟!

عبد الرزاق الحاج مسعود “من الخصائص الكبرى للشخصية القاعدية التونسية، أنها طيّعة ومتقلبة منذ العهد …

اترك تعليق