نصر الدين السويلمي
في 4 جوان من العام الماضي قررت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس تأجيل محاكمة القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري إلى 2 جويلية من العام الماضي في قضية “التدوينة”..
وفي 2 جويلية من العام الماضي قررت المحكمة تأجيل المحاكمة إلى27 سبتمبر من العام الماضي في قضية “التدوينة”..
وفي 27 سبتمبر من العام الماضي قررت المحكمة تأجيل المحاكمة إلى 18 أكتوبر من العام الماضي في قضية “التدوينة”..
وفي 18 أكتوبر 2024 من العام الماضي أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس حكمًا بالسجن لمدة 10 سنوات ضد نور الدين البحيري، القيادي في حركة النهضة ووزير العدل السابق في قضية “التدوينة”.
تم الاستئناف…
وفي 7 جانفي من العام الجاري قررت هيئة الدائرة الجنائية لدى محكمة الاستئناف بتونس تأجيل محاكمة القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري في قضية “التدوينة”.. وفي 25 فيفري من العام الجاري قرّرت المحكمة تأجيل النظر في قضية “التدوينة” إلى 11 مارس من العام الجاري.. وفي 11 مارس من العام الجاري، قررت المحكمة تأجيل المحاكمة إلى 8 أفريل من العام الجاري في قضية “التدوينة”…
ما قصة التدوينة؟
نُسب للبحيري نشر تدوينة تمسّ بأمن الدولة، وذلك على إثر تحرك احتجاجي دعت إليه جبهة الخلاص الوطني في جانفي 2023 بمنطقة المنيهلة من ولاية أريانة، لكن الاختبارات الفنية أثبتت أن التدوينة لا تتعلق به ورغم ذلك تمت إحالته.. في الأثناء وخلال التحقيق وقبل المحاكمة وبعد المحاكمة وخلال الاستئناف، تعمل مؤسسات الدولة بلا كلل للعثور على التدوينة التي يعتقد أن البحيري كتبها وأنها اختفت وأن غرف الهندسة التقنية فشلت في استعادتها أو العثور على أي خيط يقود إليها.. وإلى حين العثور على التدوينة الشاهد الوحيد على إدانة البحيري بجريرة التدوين، حكمت عليه المحكمة بالسجن لعقد كامل بتهمة تدوينة ضنية احتمالية ترجيحية إمكانية شكية التباسية تخمينية تكهنية وهمية توهمية مخيلية حدسية رجمية ارتيابية…
مازلنا مع البحيري وقصته التي ستروى للأجيال.. هل تعلم أن الحملات التي تعرض لها البحيري طوال عشرية كاملة ومعها خماسية أخرى، هي فقط تخص مرحلة اضطلاعه بمهمة وزير العدل في حكومة الجبالي من 24 ديسمبر 2011 إلى 13 مارس 2013، أي لأقل من سنة و3 أشهر. وهل تعلم أن البحيري الذي يُشوه ويهرسل ويلاحق بتهمة استغلال القضاء، لا يفعل خصومه ذلك لأنه سجنهم أو نكل بهم أو لاحقهم أو حتى ضيق عليه، وليس لأنه سجَن من نال منه ومن الدولة ومن التجربة ومن الثورة ومن تآمر وخرّب وتحالف مع قوى الثورة المضادة في الداخل والخارج وأرهق البلاد بالإضرابات وبمحاولات الانقلاب وبحرق مقرات الأحزاب ومراكز الأمن… لا.. لا.. لا شيء من ذلك حدث، هم تحالفوا على تشويهه والنيل منه وسجنه ومنهم من دعا إلى تصفيته، فقط لأنه لم يحاكم لهم قيادات نهضوية وأخرى من الترويكا كما طلبوا، ولم يعزل القضاة الذين لم يتبنوا خطاب الاستئصال والكراهية الذي يدعوا إلى إدانة الحزب الأول في البلاد باغتيال شكري بالعيد…
في الختام تصور انهم ينكلون بوزير العدل السابق نورالدين البحيري ليس لأنه نكل بهم وهو الذي تسامح معهم إلى حد التسيب، لا بل لأنه رفض التنكيل بمن أراد خصومه التنكيل بهم! إنّهم يجرمونه ليس لأنه أجرم في حقهم أو جرّمهم، بل لأنه رفض المشاركة في جرائمهم، رفض تجريم من أرادوا تجريمه.