ناصر أولاد أحمد
التشابه بين “ردع العدوان” و “طوفان الأقصى” في أكثر من جانب
تابعت حلقات أحمد منصور حول إسقاط نظام بشار من قبل هيئة تحرير الشام بكل تفاصيلها وتابعت برنامج ثامر المسحال “ما خفي أعظم” والتفاصيل التي كشفها حول السابع من أكتوبر وأتابع الآن تحقيقات الجيش الإسرائيلي حول نفس الحدث والذي نشرته يديعوت أحرنوت وتوقفت عند اكثر من تشابه بين الحدثين:

حصر اتخاذ القرار في مجموعة مضيقة
• إعداد خطط تنفيذ الثورة السورية والسابع من أكتوبر كان يخضع الى عملية تكتم شديدة عند القيادتين. الفرق الوحيد أن الشرع تحدث عن انكشاف خطته قبل سبعة اشهر من تنفيذها ما جعله يتدارك الأمر بسرعة وحصر اتخاذ القرار لتنفيذ خطته في مجموعة مضيقة.
الخداع الاستراتيجي والتضليل الإستراتيجي
• استعمال مفهوم “الخداع” الاستراتيجي عند المقاومة في غزة و”التضليل” الإستراتيجي عند هيئة تحرير الشام من اجل أن يكون الحدث مباغتا. في الحالتين لم تكشف عن نية في مهاجمة الاحتلال أو نظام البعث بل اكتفت بإظهار أنها في حالة دفاعية لا اكثر. تحدثت هيئة تحرير الشام عن “ردع العدوان” واطمأن الجيش الإسرائيلي في تحقيقاته الى أن الجبهة الجنوبية لا تمثل خطرا وحصر الخطر مع حزب الله. السؤال بعد الحدثين كان لماذا 27 نوفمبر (تاريخ انطلاق التحرير) وليس 26 من نفس الشهر مثلا؟ ونفس السؤال طرح لماذا السابع من أكتوبر وليس الخامس منه مثلا وكشف المسحال في برنامجه عن هذا الأمر.
نقاط ضعف العدو
• المقاومة وهيئة تحرير الشام اشتغلت بقوة على نقاط ضعف كل من التحالف الإيراني البعثي الروسي في سوريا وعلى نقاط ضعف جيش الاحتلال في فلسطين. هيئة تحرير الشام حصرت نقطة الضعف الجوهرية في تلك المنطقة الجبلية حيث تتمركز القيادة وقامت بعمل دقيق لنزع ألغامها والوصول إليها، أما المقاومة فقد اشتغلت على جدار الفصل بين غزة والاحتلال حيث أقوى التحصينات في العالم وتمكنت من اختراقها.
فشل استخبارات العدو
• في الحالتين أيضا تحدثت أجهزة أمنية وعسكرية روسية وأمريكية وإيرانية عن فشل ذريع في رصد هذه الاستعدادات. اغلب الأجهزة العسكرية والاستخباراتية كشفت في تقارير لها عن فشلها في رصد والتنبؤ بما جرى. وهو ما يجعل من نظريات المؤامرة غير دقيقة. في بداية الطوفان تحدثت هذه النظريات عن ضلوع الاستخبارات الإسرائيلية في هذا المخطط إذ من غير المعقول أن تكون إسرائيل على غير علم بهذا وهي من اقوى الاستخبارات في العالم ليتبين لاحقا أنها اعجز من الوصول لاي من أهدافها وفشلت عسكريا واستخباراتيا. وفي سوريا كانت الحجة أيضا انه من غير المقبول أن لا تتفطن كل مخابرات العالم الى ما قامت به هيئة تحرير الشام من زحف سريع وبلا مقاومة على اغلب المدن السورية وتسقط تباعا، وهذا كان كافيا للاطمئنان الى أن الشرع صنيعة مخابرات وانه جيء به في نطاق تحالف تركي أمريكي لتقاسم النفوذ في سوريا.
متأكد أن لا رابط فعلي وواقعي بين القيادتين في كل من سوريا والمقاومة وانه تماثل عفوي وان ما حصل كان اقرب الى المعجزة في عالم تطورت فيها وسائل الرقابة والرصد. عالم يرتكز أساسا على تثمين المعلومات وبناء كل شيء عليها. الفيلسوف الأمريكي الفان توفلير مثل عالم العصر الصناعي بالقرصان pirates (عالم يهتم بما هو مادة وبضاعة) في حين يمثل عالم اليوم عالم الجاسوس والجوسسة (البحث عن المعلومة أولا).
برغم كل هذا تتمكن منظمتين في مكانين مختلفين وبلا تنسيق بينهما وبتشابه كبير الى حد التماثل وبعيدا عن أعين الاستخبارات وفشلها في صنع حدثين غيرا وجه الشرق الأوسط واحدثا زلزالا كبيرا له ما يتبعه.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.