Site icon تدوينات

هيكل “كاهن يبحث عن فرعون”

نصر الدين السويلمي

نصر الدين السويلمي

نصر الدين السويلمي

في يوم 17 فيفري من العام 2016 توفي الكاتب والصحفي المصري محمد حسنين هيكل.
كان هيكل مكتبة من المعلومات المتنقلة، كان خزينة، كان أرشيف، لم يكن ثروة سياسية بالمفهوم الإيجابي، بل كان حالة من التكديس السياسي الذي نفع الأنظمة ولم ينفع الشعوب في شيء.

محمد حسنين هيكل

خان الشعوب في التسويق لانتصارات وهمية أثناء هزيمة67
خان الشعوب في تبرير الهزيمة وهو من أطلق عليها “النكسة”
خان الشعوب في خطاب التنحي الذي كتب فصوله المسرحية بمكر
وانهى حياته بخيانة الشعوب حين انحاز إلى الثورات المضادة وشجع السيسي على الانقلاب ونشّط حملته الانتخابية وصوت له “وفق قوله” بل وتبجح بذلك.
يقول الكاتب والسيناريست المصري محمد الشماع: “كانت حظوة هيكل لدى عبدالناصر لا تعرف الحدود، ولا القيود، ولا المسافات، وكان أقرب إلى عبدالناصر من أفراد أسرته، وكان المؤتمن الوحيد على كل أسراره وعلى كل قراراته، ومن بين هذه القرارات، قرار دخول حرب يونيو ضد إسرائيل، والذى أسفر عن ضياع سيناء والقدس والضفة والجولان.
لقد كان هيكل على علم تام بكل الظروف والأحوال والملابسات والأسرار المحيطة بهزيمة يونيو 1967 التى أطلق عليها هيكل كلمة النكسة، كان يعلم بالأخطاء القاتلة فى الحسابات، كان يعلم بقرار إغلاق المضايق، وخلاف عبدالناصر مع عبدالحكيم عامر، لكنه خرج بعد النكسة ليحملها للظروف.
كان هيكل يعلم التفوق الإسرائيلى، وقتها، لكنه روج للشعب أن احتلال تل أبيب ورمى اليهود فى البحر، مسألة وقت. حتى أيام الحرب القليلة كانت الأهرام التى كان يرأس تحريرها، تكتب عن إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية، بينما فى الواقع كانت تلك الطائرات تصول وتجول فى العمق المصرى.”
في حواره على قناة سي بي سي مساء الجمعة 25 ديسمبر 2015 قال هيكل: “الرئيس السيسي أخبرني أنه لا ينام إلا ساعتين في اليوم” وأضاف في نفس المناسبة: “جاء الرئيس السيسي في فترة جرفت فيها مصر من كل قواها، وعليه إعادتها والعمل عليها، مثل شارل ديغول عندما استلم فرنسا بعد انهزامها في الحرب العالمية الثانية، إِحْنا مَحْتاجينْ ديغول آخر في مصر”.
ولعل أفضل من وصف هيكل بكلمات موجزة هو المؤرخ المصرى اليساري صلاح عيسى حين قال: هيكل “كاهن يبحث عن فرعون”.

نصرالدين السويلمي

Exit mobile version