السبت 22 فبراير 2025
عبد الرزاق الحاج مسعود
عبد الرزاق الحاج مسعود

هل تونس معنية فعلا بتحولات/ترتيبات سياسية قادمة وشيكة؟؟؟

عبد الرزاق الحاج مسعود

• يتردد حديث عن قرب نهاية ما..، وبداية أخرى بوجوه جديدة!!!
حديث يتبناه البعض بناءً على “حدس سوسيولوجي سياسي”.. أو بناء على قراءة لمؤشرات متفرقة بعضها اجتماعي داخلي وبعضها سياسي خارجي.

• إزاء هذا الحدس/الاستشراف/التحليل،

  • هناك من هو سعيد بنهاية ما يسميه “حقبة شعبوية خلفت دمارا سياسيا واقتصاديا شاملا”، ولكنه مع ذلك يحرص على التمايز عن المعارضة” اللاوطنية” التي تعتبر 25 انقلابا، ويحذّر من عودة جماعة 24، وخصوصا حركة النهضة، أيا كانت صيغة عودتهم.
  • وهناك من يحاول استباق هذه الترتيبات المتوقّعة من داخل منظومة الحكم بدعوة النظام إلى “التكرّم” بتنظيم “حوار وطني/وطني” بين “أنصار 25” فقط. حوار ينتهي بتجديد شرعية الحكم الحالي وتطعيمه بوجوه جديدة من “داعمي المسار” الذين لم ينالوا نصيبهم من الحكم إلى حد الآن رغم كل ما بذلوه من… (مجموعة من 13 نائبا من البرلمان الحالي أطلقوا منذ 20 جانفي الماضي دعوة بهذا المعنى. وكذلك زهير حمدي صاحب حزب التيار الشعبي).
    حزب عبيد البريكي الداعم للمسار التحق اليوم هو أيضا بهذا الحراك الداعي للحوار ولم يشترط، (في حدود ما قرأت طبعا لأنني لم أسمع مداخلته صوتيا) إقصاء غير المساندين لما يرونه انقلابا، بل أنه قدّم مقترحا، غائما بعض الشيء، لعفو سياسي يخفف حالة الاحتقان ويمهّد لتشكيل جبهة وطنية تواجه تداعيات سقوط نظام بشار والتحولات الإقليمية المتوقعة.
  • وهناك من انتبه لمؤشرات الخارجية، ممثّلة أساسا في تهديدات النائب الأمريكي جو ويلسن للنظام، وربما لمؤشرات أخرى نجهلها، فاستفاق بعد سبات طويل، ليذكّر بوجوده باقتراح مبادرات سياسية ليقول أنه مستعد لدور ما..!
    منذر الزنايدي، الذي لم ينطق حرفا منذ الانتخابات، قدم مبادرة سماها “مشروع مجتمع الواجب” حتى “تعود تونس للتونسيين”.
    محسن مرزوق، الذي عاد إلى النشاط السياسي بصفته الفردية دون أن يوضح للتونسيين ملابسات نهاية حزب “مشروع تونس”، قدم أيضا مبادرة باسم مجموعة غامضة تدعى “حق”.

• أنصار المنظومة الحالية فيقولون أن كل حديث عن تغيير وشيك وحتمي للنظام، بل كل دعوة لحوار وطني، بل كل حديث عن وجود أزمة سياسية أو حتى مساجين سياسيين، ليس إلا خيانة وعمالة وانخراط في مؤامرة خارجية تستهدف السيادة التونسية. بل وصل بهم “الشيء” إلى اعتبار كل الذين انتحروا خلال الأيام الأخيرة، لأسباب مختلفة لا رابط بينها، مشاركين في مؤامرة لتوتير الأوضاع في البلاد والتحريض على النظام!!!

• والحقيقة الثابتة عندي: أن منظومة الحكم الحالية تتوفر على كل شروط النهاية. تماما كما تتوفر كل مكونات المعارضة على كل شروط العجز عن أن تكون بديلا محترما.

لذلك.. تبا.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عبد الرزاق الحاج مسعود

سوريا الكاشفة…

عبد الرزاق الحاج مسعود بالنسبة إليّ..، شريكي في الجغرافيا التونسية الذي يكتب يوميا وبحماس شديد …

عبد الرزاق الحاج مسعود

سهام بن سدرين… معذرةً

عبد الرزاق الحاج مسعود في عمر الخامسة والسبعين، بعد مسيرة نضال والتزام استثنائية، تُسجن، وتُضطرّ …

اترك رد