تدوينات لحرية الرأي وثقافة الحوار
جهاد الحاج سالم
للتاريخ، أول من صرح بأن غزة هي “قطعة أرض” تصلح لإقامة إستثمارات عقارية مربحة يمكن أن تدر مليارات من الدولارات لو تم تهجير الفلسطينيين منها، هو جارد كوشنر صهر ترامب ومستشاره ومبعوثه السابق إلى الشرق الأوسط أيام عهدته الرئاسية الأولى.
صدر هذا التصريح عن كوشنير في 15 فيفري 2024، أي منذ حوالي سنة قبل تصريحات ترامب الليلة عن عزم الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة على غزة وتحويلها إلى منطقة إقتصادية إستثمارية بعد تهجير الفلسطينيين منها.
من المثير أن كوشنر، بعد خروجه من البيت الأبيض، أسس شركة إستثمارية إسمها Affinity Partners. تعمل هذه الشركة في مجال الإستثمار العقاري وتنمية الشركات الناشئة، ومنها عديد الشركات التكنولوجية والمالية الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على غرار شركة Shlomo Group التي تزود جيش الكيان الصهيوني بالقوارب الحربية. من بين أهم الموظفين في شركة كوشنر، يبرز إسم آفي بركوويز Avi Berkowitz، والذي اشتغل معاونا لترامب في ملف المفاوضات الدولية خلال عهدته الأولى، وقد كان المفاوض المباشر الرئيسي في عملية صياغة إتفاقيات أبراهام.
في شهر جوان الفارط، فتحت لجنة المالية بمجلس الشيوخ الأمريكي تحقيقا حول نشاطات شركة Affinity Partners ومؤسسها كوشنر، وذلك لوجود شبهات إستغلال وظيف وتضارب مصالح جدية في عملية تأسيس الشركة ورسملتها. حيث أثبتت تحقيقات لجنة مجلس الشيوخ أن كوشنر قد تلقى حوالي 2 مليار دولار من صندوق الإستثمارات السعودي كمساهمة أساسية في رأسمال شركته. زيادة عليه، بينت التحقيقات تلقي كوشنر رواتب وعوائد مالية مباشرة من الشركة في شكل “مصاريف إدارة واستغلال” غير مبررة بالنظر إلى حجم المرابيح التي حققتها خلال سنوات نشاطها المعدودة.
بأية حال، رغم كونها محل تحقيق رسمي وتورطها الواضح في دعم الكيان الصهيوني، تم الإعلان في 24 ديسمبر الفارط على قرار جهاز قطر للإستثمار والصندوق الإستثماري الإماراتي Lunate المسؤول على إدارة أصول إمارة أبو ظبي ضخ إستثمارات مباشرة بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة Affinity Partners المملوكة لكوشنر. في هذا الصدد، من المهم التذكير أن هذا القرار “الإستثماري” قد اتخذته السلطات الاستثمارية القطرية والإماراتية في أوج حرب الإبادة الصهيونية على غزة، وفي خضم الحملة الرئاسية الأمريكية التي توجت بانتخاب ترامب لعهدة ثانية.
وفي 15 جانفي الفارط، أعلنت شركة كوشنر تلقيها موافقة رسمية من سلطات الكيان لإشتراء حصة إضافية تقدر بحوالي 5% من أسهم شركة Phoenix Insurance التي تعد أكبر شركات التأمين الإسرائيلية. أما عن نشاطات شركة كوشنر في المجال العقاري، فقد أعلنت في 17 جانفي الفارط تلقيها موافقة من السلطات الألبانية لبناء مركب سياحي فخم على أرض ثكنة سوفياتية مهملة في شواطئ ألبانيا باستثمار تبلغ قيمته 1.4 مليار دولار.
على قول المثل الأمريكي: Follow the money 🙂
في نفس الليلة التي يعلن فيها ترامب توجه إدارته إلى إحتلال غزة وتهجير الفلسطينيين منها، تعلن وزارة الخارجية الأمريكية موافقتها على طلب مصري لشراء أسلحة أمريكية بقيمة 929 مليون دولار. بمقتضى هذه الصفقة، سوف يقتني الجيش المصري أربعة أنظمة إدارة قتالية لتحديث سفن هجومية سريعة ورادارات متطورة للمراقبة الجوية والسطحية. ضد من سيستخدم السيسي هذه الأسلحة؟ من المؤكد أنه لن يستخدمها ضد الصهاينة 🙂
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
