مقالات

فقه الثغور المتعددة.. تحالفات الثورات ومساحاتها الرمادية

محمد مختار الشنقيطي

“مرحبا بكم في المساحة الرمادية”! هذه جملة اعتدتُ تحيَّةَ طلابي بها، كلما بدأتُ تدريسهم مادة “الأخلاق السياسية”، أو مادة “الأخلاق في العلاقات الدولية”. وحين يتساءل الطلاب: “ما هي المساحة الرمادية”؟ أجيبهم بأنها هي منطقة الممارسة السياسية عموما.

حركة حماس
لكاتب: مهاجمة حركة “حماس” في لحظة الاستئصال والإبادة الحالية، ومحاسبتها بقسوة، يكشف عن أمراض طفولية في الثقافة السياسية العربية اليوم (الأناضول)

فالممارسة السياسية الرصينة ليست تعلقا ذهنيا بمثاليات مجرَّدة، بل هي فنُّ تحقيق الممكن عبر بناء المساحات المشتركة، وضمن معادلات الزمان والمكان. فالفعل السياسي لا يتحقق إلا من خلال مساحات مشتركة، مع أبناء الوطن الواحد داخليا، ومع دول وهيئات أجنبية خارجيا. وكثيرا ما يستلزم بناء المساحات المشتركة الغضَّ عن أمور لا تسُرُّ، والتحالف مع مخالف ضد مخالف، والاستعانة بعدوٍّ على عدوٍّ.

ولا ينحصر بناء المساحات السياسية المشتركة في حدود الدين الواحد، أو المذهب الواحد، أو الأيديولوجيا المتفق عليها، لأن ما يحكمه هو منطق “المصالح المرسلة المعتبرة”، بمعناها المطلق في التشريع الإسلامي، الذي لا يتقيد إلا بالضوابط الأخلاقية والمصلحية.

وقد سنَّ لنا نبينا صلى الله عليه وسلم سُنَنًا سياسيةً هاديةً في هذا المضمار، حين احتمى بمكانة عمِّه المشرك أبي طالب من سطوة مشركي قريش، وبعث أصحابه لاجئين إلى ملِك الحبشة المسيحي من اضطهاد كفار مكة، واتَّخذ من عبد الله بن أريقط دليلا في هجرته “وكان مشركا على دين قومه” (صحيح البخاري)، ودخل في جوار المشرك المطعم بن عدي احتماءً من مشركي مكة، واستعار السلاح من المشرك صفوان بن أمية فقاتل به مشركي هوازن في حنين، واستخدم الشاعر المشرك معبد بن أبي معبد في الحرب النفسية على جيش المشركين بقيادة أبي سفيان، وحالف قبيلة خزاعة -وهي يومذاك خليط من المسلمين والمشركين- بناءً على صلاتهم التقليدية مع الأسرة الهاشمية في الجاهلية، فكانت خزاعة “عَيْبَة نُصْح لرسول الله بتِهامة مسلمُهم وكافرُهم” (سيرة ابن هشام).

ثلاثة شروط للنجاح

إن بناء المساحات المشتركة مع الآخرين ضرورة لا مناص منها في السياسة العملية، تقسيطًا للجهد المبذول، وتضييقا لساحات المواجهة، وتجنُّبا لقتال الجبهات العريضة. فالعاجز عن بناء المساحات المشتركة ليس له من فقه السياسة العملية نصيبٌ. وقد يصلح واعظا بليغا، أو كاتبا مبدعا، أو شاعرا حالمِاً، أو فيلسوفا غارقا في تجريداته، لكنه لا يصلح ممارسا سياسيا بكل تأكيد، لأن السياسة العملية تحتاج إلى ما دعاه المفكر الجزائري مالك بن نبي “المنطق العملي.”

إن النجاح في السياسة العملية، وما تستلزمه من بناء المساحات المشتركة مع الآخرين، يستلزم أمورا ثلاثة:

  • أولها: ما دعاه المفكر السياسي الأميركي جوزيف نايْ “الذكاء السياقي”، وهو القدرة على استيعاب ظروف الزمان والمكان والإمكان، وما يترتب عليها من ترتيب الأولويات، واختلاف الواجبات، ومَراتب المسؤوليات. وأول ملامح الذكاء السياقي هو وعي أهل كلِّ ثغرٍ بواجبهم المتعيِّن في ثغرهم المخصوص، والسعي إلى سَدِّ ذلك الثغر بفاعلية، وعدم التشتُّت في مواجهات على ثغور أخرى لم يحمِّلهم الله أمرها، ولا يُجدي جهدُهم فيها، بل قد يضرُّ بواجبهم المتعيِّن دون فائدة يجنيها إخوانهم على الثغور الأخرى.
  • وثانيها: الحاسَّة الاستراتيجية. وهي المرادف المعاصر لمفهوم “الحكمة” في التراث الإسلامي. فإذا كانت الحكمة تُعرَّف قديما بأنها “وضْعُ الشيء في موضعه”، فيمكننا تعريف الحاسَّة الاستراتيجية بأنها “وضع الجهد في موضعه”، والوصول إلى الغايات الـمُبتغاة بأرخص ثمن وأخصر طريق، أو التناسب بين التضحيات والثمرات في أقل تقدير. أما إذا تكشَّف أن التضحياتِ جليلةٌ والثمراتِ هزيلةٌ -كحال أغلب تجاربنا السياسية والعسكرية المعاصرة- فذلك دليل واضح على خلل في الحاسَّة الاستراتيجية.
  • وثالثها: الوعي بالبيئة الإقليمية والدولية المحيطة. فهذا الوعي هو الذي يُعِين الثورات وحركات التحرر على وضع نفسها ضمن سياق مواتٍ لرسالتها. أما عدم الوعي بالبيئة الإقليمية والدولية فقد يدفع إلى خوض حروب سابقة لأوانها، أو متأخرة عنه، أو الفشل في إدارة المساحات المشتركة بالمراهنة المفْرطة على قوى إقليمية تُظهر غيرَ ما تُبطن، وتخذل الثوار من حيث أظهرت أنها تنصرهم، أو الانخداع بقوى دولية تسعى لتحويل الثوار أدواتٍ ضمن استراتيجيتها في تهشيم الدول وتمزيق الأوطان، مع منعهم من تحقيق الكرامة والحرية لشعوبهم.

وأصعب ما يكون بناء المساحات المشتركة حين تتعدَّد الثغور، وتتداخل الجبهات، كما هو حالنا اليوم، حيث أصبح جسد الأمة كلها مثخنا بالجراح، حتى تكسَّرت النِّصال على النِّصال. وفي هذا النمط من السياقات قد يصبح نصيرُك هو الذي يذبح أخاك من الوريد إلى الوريد، ونصيره هو الذي يذبحك من الوريد إلى الوريد. وهنا تلتَبِس السبل على السائرين، ممن يبحثون عن الأجوبة السهلة للأسئلة الصعبة، وتختلط المسائل المركَّبة على العقول البسيطة التي لا تحسن التعامل مع المساحات الرمادية.

شروط النجاح في السياسة العملية
شروط النجاح في السياسة العملية

نصرة كتيبة الإسلام

وربما يجادل البعض بأن المبادئ لا تتجزأ، فلا يسوغ الاستعانة في ثغر من الثغور بمن يحارب الأمة في ثغر آخر. وبأن وحدة الأمة تستلزم وحدة جبهات المواجهة. والحقيقة أن المبادئ لا تتجزأ على المستوى التجريدي فقط. أما على المستوى التطبيقي فالمبادئ تتجزأ، وتتزاحم، فيتعين فيها التقديم والتأخير، ومراعاة السياقات في التطبيق. وأعظم تحدٍّ للممارس السياسي هو التعامل مع المبادئ المتزاحمة، والمصالح المتضاربة. ولو كانت الأمور بالأبيض والأسود، لكانت الممارسة السياسية بسيطة كشربة ماء، لا معقدة كتركيب الكيمياء.

ونحن نتفق مع هؤلاء المجادلين في مبدأ وحدة الأمة، أما وحدة الجبهات فهي لا تصلح إلا في عالم مثالي: الأمة فيه متحدة سياسيا، وذمَّتها واحدة قانونيا. فهذه الحالة المثالية هي التي ينطبق عليها الحديث النبوي: “المسلمون تكافأ دماؤهم، ويسْعَى بذمَّتهم أدناهم، وهم يدٌ على من سواهم.” (مسند أحمد). ويمكن في سياق مثالي كهذا رفع السقف الأخلاقي عاليا، ومطالبة أهل كل ثغر أن يتعاملوا مع الثغور الأخرى على قدم المساواة، باعتبار كل الثغور جبهة واحدة، وأن يجعلوا ذلك قاعدة للولاء والبراء، ومعيارا ضابطا للعلاقات السياسية.

أما في عالم التمزُّق والتفرُّق الذي نعيشه اليوم فرحم الله من عرف قدره، وركزَّ على حسن الأداء في ثغره. وكما يذكّرنا الشيخ راشد الغنوشي -فرَّج الله بالحرية والعزِّ كرْبَه- فإن الأمة الإسلامية لم تسقط جملةً واحدة في يوم واحد، بل سقطت لَبِنةً لبنةً، “وكذلك إعادة البناء”. فلا حاجة لمزايدات بعض أهل الثغور على بعض اليوم، بل الأوْلى أن يمارس أهل كل ثغر سياستهم العملية بفعالية في ثغرهم وساحتهم، وأن يفرحوا بما يحققه إخوتهم الأحرار في أي ثغر آخر، حتى وإن كان ذلك عبر الاستعانة بقوى إقليمية ودولية تعاني من حيفها ثغور أخرى.

إن تاريخنا مشحون بأمراء من المسلمين ظلموا المسلمين واستباحوا دماءهم في صراعات سياسية داخلية، ثم جاهدوا الكافرين الصائلين على الأمة من خارجها بجِدٍّ وشجاعة. وقد استنكر علماء الأمة على أولئك الأمراء ظلمهم، لكنهم لم يترددوا في الوقوف معهم في جهادهم ضد العدو الصائل على الأمة من خارجها، صونا لذات الأمة ووجودها، ومستقبل الإسلام ورسالته، لا محبةً في أولئك الظلمة أو اقتناعا بشرعيتهم.

ولو كان علماء الإسلام نظروا لهذه التناقضات النظرة الطُّهورية الحِجاجية الشائعة اليوم لعطّلوا الجهاد ضد العدو الصائل على الأمة، بحُجَّة أن من يقتل المسلمين أو يظلمهم لا يُقبَل منه دفعٌ للعدو الصائل عنهم، ولا يجوز تأييده في جهاده وذبِّه عن حياضهم. لكن علماء الإسلام أدركوا أن الأمر محكوم بالمصالح النسبية، وأن الله تعالى “يؤيِّد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم،” كما ورد في النصوص النبوية، فضلا عن وفرة أعداد الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا من البشر.

ولذلك أوضح علماء الإسلام أن المسلم يمكن أن يُحب أقواما من وجهٍ، ويبغضهم من وجهٍ آخر، وأن يواليهم من وجهٍ، ويعاديهم من وجهٍ آخر. وما أكثر ما تكررت هذه الفكرة في كتابات ابن تيمية رحمه الله، وقد عاش في عصر معقَّد مثل عصرنا، استبيحت فيه بيضة الأمة، وقلَّ فيه النصير والظهير، ولم تخل فيه ساحة إسلامية من شوائب.

فكان ابن تيمية حريصا على نصرة “كتيبة الإسلام” في عصره، وهي دولة المماليك الفتيَّة في مصر والشام، وعنها كتب: “هذه العصابة التي بالشام ومصر في هذا الوقت هم كتيبة الإسلام، وعزُّهم عزُّ الإسلام، وذلُّهم ذلُّ الإسلام. فلو استولى عليهم التتار لم يبق للإسلام عزٌّ، ولا كلمة عالية، ولا طائفة ظاهرة عالية، يخافها أهل الأرض، تقاتل عنه” (ابن تيمية، الفتاوى).

ففي تلك اللحظة التي تفككت فيها عرى الأمة، وتمزقت أوصالها، واجتاحها العدو الصليبي من الغرب، والعدو المغولي من الشرق، كان ابن تيمية مدركا لواجبه المتعين، وهو دعم “كتيبة الإسلام” في زمانه ومكانه. وهو لم يكن يجهل تعدد الثغور، وكثرة الجراح في جسد الأمة، لكنه وضع يده على قلب الصراع. وقلب الصراع الذي تلتقي عنده الخيوط يومها، وفيه تتكثَّف التحديات والمخاطر، كان الهجمة المغولية التي اجتاحت العراق، والشام، وأوشكت أن تصل مصر عبر بوابة فلسطين، لولا أن كسرها جيش المماليك في معركة عين جالوت قرب بيسان! فبوابة فلسطين هي التي سعى المغول عبرها لسحق آخر قوة إسلامية فتيَّة، وهي دولة المماليك في مصر، وبوابة غزة هي التي استباح منها البريطانيون -بقيادة الجنرال ألَنْبي- مدينة القدس قادمين من مصر عام 1917، ففتحوا الجرح الذي لا يزال ينزف حتى اليوم.

فالمجاهدون في غزة اليوم يصدق عليهم قول ابن تيمية عن أهل مصر والشام أيام الهجمة المغولية: “عزُّهم عزُّ الإسلام، وذلُّهم ذلُّ الإسلام”. كما يصدُق على الملحمة التي يخوضها أهل غزة اليوم أنها حرب فاصلة في رسم مستقبل هذه الأمة لجيل قادم: انبعاثا وعزة، أو انكسارا وذلة. فما أحرانا بالاقتداء بذلك العالِم المجاهد ذي الروح العملية، ونصرة “كتيبة الإسلام” في غزة، لأن نصرتها تقوِّي جهاز مناعة الأمة بأسرها، وبانكسارها -لا قدر الله- تستباح الأمة بأسرها. وما أجدر أهل الثغور كلها أن يفهموا هذه المعادلة الكثيفة التي تمثلها ملحمة “طوفان الأقصى” اليوم.

لا تحرِّجْ على أخيك

وحاصل فقه الثغور المتعددة الذي نريد إبرازه هنا هو أنه ليس للفلسطيني أن يحرِّج على السوري في تلقي الدعم العسكري الأميركي، أو في شكر الأميركيين عليه، كما تقتضيه بدَائهُ العلاقات السياسية والتعامل الدبلوماسي. وبالمثل ليس للسوري -أو العراقي- أن يحرِّج على الفلسطيني في تلقِّي الدعم العسكري الإيراني أو شكر إيران على ذلك، كما تقتضيه بدَائهُ العلاقات السياسية والتعامل الدبلوماسي أيضا. وإنما تقتضي الحكمة السياسية أن يعتبر كل منهم قوة الآخر قوة له، وأن يحرص كل منهم على ما ينفعه.

فليس من الإنصاف في شيء اليوم التشهير بالمقاومين الفلسطينيين من حركة (حماس) وغيرها لقبولهم الدعم المالي والعسكري من إيران، بغضِّ النظر عن نيات إيران واستراتيجيتها، ودورها السيء في ثغور دامية أخرى، مثل الثغر السوري. فلا تطلبْ من أخيك البراءة من عدوك، وأنت تستمد الدعم من عدوِّه، بل تفهَّمْ ظروفه وتوقعْ منه أن يتفهم ظروفك. ورباط القلوب الدائم أقوى من تباين المصالح السياسية الظرفية، إذا صحَّت النيات، وصدقت السَّرائر.

ويبقى دائما من حق الجميع على الجميع أن لا يعين أحدهم ظالما على أخيه، وأن لا يسوغ أحدهم لظالم ظلم أخيه، فهذا أقل ما تستلزمه أرحام الدين والدم والتاريخ والجغرافيا، وهو -بحمد الله- أمر يلتزم به السواد الأعظم من أهل هذه الثغور التزاما مبدئيا، لدواع إيمانية وإنسانية، تتجاوز الاعتبارات السياسية وتعلو عليها.

كما أن كل هذا الحديث الطويل عن المساحات المشتركة لا يمكن -بحال من الأحوال- أن يشمل الاستعانة بالعدو الوجودي المشترك، وهو دولة الكيان الصهيوني التي دفعت كل شعوب الإقليم -ولا تزال تدفع- ثمن وجودها وعدوانها، وعدوان ظهيرها الدولي الغربي. وما معاناة العراقيين والسوريين بأقلَّ من معاناة الفلسطينيين جراء وجود هذه الشوكة المزروعة في قلب الأمة.

بل إن كل العوائق الموضوعة أمام تحرر شعوبنا من الفساد والاستبداد والتمزيق والتفريق لم توضع إلا ضمانا لتفوق هذه النبتة الشائكة على محيطها العربي والإسلامي. فإدخال الدولة الصهيونية ضمن هذا النقاش جدل عابث ومراء لا طائل من ورائه.

وليس فيما ذكرناه ما يمنع من تقديم النصح وتوجيه النقد لمستوى الأداء في إدارة أهل كل ثغر لعلاقاتهم السياسية، وقد كتبنا على هذا الموقع أكثر من مرة في نقد إدارة (حماس) لبعض علاقاتها السياسية أو تعبيرها عن تلك العلاقات. لكن توقيت النقد مهم، باعتباره جزءا من المعادلات السياقية التي تحتاج مراعاة، وهو في أوقات السِّلم والهدوء أسلمُ وأحكمُ، أما حين يكون أهل ثغر من الثغور يواجهون حرب استئصال دموي -كما هو حال أهل غزة اليوم- فإن الدعم والمناصرة مقدَّم على النقد والمناصحة.

فمهاجمة حركة “حماس” في لحظة الاستئصال والإبادة الحالية، ومحاسبتها بقسوة على بضع مجاملات لفظية منها لقادة إيران مقابل الدعم الاستراتيجي الإيراني لها في ساعة العسرة، يكشف عن أمراض طفولية في الثقافة السياسية العربية اليوم، منها الإفراط في المزايدات، وتجنب طريق الإنصاف، وضعف الحاسة الاستراتيجية، وانعدام الذكاء السياقي.

ولعل المتجادلين من أهل الثغور المتعددة اليوم يتعلمون من إخوانهم في مصر. فلم أرَ في موضوع الثغور المتعددة أوسعَ أحلاماً، وأوطأ أكنافاً، وأعظم إيثاراً، وأعمقَ تفهُّما لظروف أهل الثغور، من أحرار مصر: فقد عانوا في بلدهم التقتيل والتنكيل، والسَّجن والتشريد.. لكنك لن تسمع منهم كلمة قدح في أحرار فلسطين إذا تواصلوا مع السلطة المصرية أو جاملوها بمدح وثناء، ولا كلمة اتهام لأحرار اليمن والسودان إذا استعانوا بها أو لجأوا إليها.. فهل هو “قلب الأمّ”، أمِّ الدنيا؟

والخلاصة أن الثائر الذكي يحرص على ما ينفع قضيته، ويُحكم سَداد ثغره، ويركز على الفاعلية حيث هو، ويتفهم ظروف إخوانه على الثغور الأخرى، ولا يحرِّج عليهم فيما ينفعهم، ولا يضيق عليهم في تحالفاتهم السياسة والعسكرية، ويستثمر “لعبة الأمم” بدهاء وروية، فيناور في الصدوع بين الكبار لخدمة قضيته، دون أن يقع في شراكهم. وهو لا يتوقع من داعم إقليمي أو دولي أن يدعمه إيمانا واحتسابا، وإنما هو يدعمك لتحقيق أهدافه الخاصة التي قد لا تكون في صالحك، وأنت تستثمر دعمه لتحقيق أهدافك الخاصة التي قد لا تكون في صالحه، ولكلٍّ بحسب بلائه ودهائه، وكلٌّ محشورٌ على نِيَته.

المصدر : الجزيرة

المقالة كاملة الرابط

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock