لا شيء.. لا شيء

لم تستطع التّكيّف فماتت

أحمد الغيلوفي

صراع الديكة

ركبوا فيها كديكة مزابل وبدأ الصراخ والنطاح.. كانوا كفئران مسعورة تتناهش بلا غاية.. عشر سنوات وهم يمضغون نفايات أفكار هم لا يعرفونها ويختلقون معارك لا يحتاجها الناس.. وراقصتهم أجهزة ورقصوا معها واستنزفتهم واستنزفوا انفسهم حتى أصابهم الهُزال فعادوا جميعا كالعرجون القديم: هجرتهم الناس وكرهتم وحقدت عليهم جميعا.. وأصابهم النّقرس الداخلي وتسوست عظامهم فانقسموا جميعهم على انفسهم: ليس فيهم من لم ينفجر من الداخل.. ثم جاءهم الطاعون.. الطاعون الذي كانوا يحملونه بداخلهم من يوم نشأتهم الأولى: الم يرد كل قبيل منهم إفناء الآخر؟ فها قد حق عليهم القول جميعا.. ذهبوا إليه كما تذهب حشرات الليل الى النار: كانوا يرقصون بينما كان يبتلعهم كثعبان أسطوري.. كان يتلقّفُ جثث الأموات فيزداد قوة وانتفاخا.. وكان من لم يأتِ دوره بعد يلطمُ ويُقهقه كقرد به نوبة من صرع أو خَبل..

هل يفهمُ هؤلاء حين تخاطبهم؟ لا، برغم نرجسية الديكة الظاهرة هم لا يفهمون: عشر سنوات نقول لهم بان معارككم كاذبة خاطئة وانكم تُهيئون الي كارثة، وان الديمقراطية مسار ودُربة وتجربة تاريخية وتراكم .. إلا انهم اثبتوا علينا وعلى انفسهم باننا لا نُحكم إلا بمستبد شرقي أو بمستعمر غربي..

واليوم؟ لا شيء، دع الطاعون يأخذ مداه، للطواعين فائدة، أنها تقتل الكائنات المريضة وضعيفة المناعة، الكائنات التي تنقل العدوى.. رحم الله مونتسكيو “لكل فترة جديدة قوم جدد وتفكير سياسي جديد”.. وليس هناك فترة ديمقراطية بدون ديمقراطيين وتفكير ديمقراطي.

Exit mobile version