مقالات

توضيح موقف: ما فايدة عدم تدخل العرب

أبو يعرب المرزوقي

ملاحظة:

تكلمت على ضرر تدخل مليشيات ايران. ولم يكن ذلك حكما على النيات وإلا لما كان تدخلهم مناوشات حولت الدم الفلسطيني أداة في استراتيجية تأسيس استراتيجيا الدور المنتظر بعد نهاية الحرب لا غير.

فإذا كان تدخل العرب لا فائدة منه بل ضرره مطلق لمنع ما حققته حماس فإن تدخل مليشيات ايران مفيد لإستراتيجية ايران بدم الفلسطينيين بعد أن احتلت الكثير من ارض العرب بأموال الحمقى منهم.

فايدة عدم تدخل العرب
فايدة عدم تدخل العرب

15 تغريدة لتعليل موقفي من تدخل العرب

1. عجب البعض من قولي إنه ليس من الحكمة أن يتدخل العرب في الحرب الجارية في فلسطين. وظنوا أني أأيد الخذلان العربي. لذلك فلا بد من شرح علة موقفي هذا مع التذكير بما أضفته إليه وخاصة التمييز بين التدخل في الحرب والخذلان في السند لحل مشكلتين تعاني منها المقاومة بسبب حال حاضنتها ودبلوماسيتها.

2. فبدلا من مساعدة المعتدي بالمدد كان يمكن أن يحصل ذلك مع حاضنة المقاومة برفض منع إسرائيل وأمريكا لهذه المساعدة في حين أنها تساعد ماليا وعسكريا ودبلوماسيا وإعلاميا ومشاركة في الكذب لترويج أكاذيب إسرائيل وسردياتها والتغطية على جرائمها.

3. ودون أن أخون أحدا من الحكام العرب فإن ما جعلني أعارض تدخلهم سببان: تاريخ تدخلاتهم السابقة ونتاجها وثانيا كان ذلك أفيد لإسرائيل منه للمقاومة لأنه يوطد كذبتها بأنها مهددة من 450 مليونا عربي والهزيمة كانت ستكون أكيدة واخطر من 48 و 67.

4. ولو تصورنا المستحيل فانتصرت الجيوش العربية وسلمت من خيانة بعضها البعض فإن ذلك كان سيزيد قوة إسرائيل ويفقد الأمة اكبر نصرين حققتهما حماس: فهو يزيد إسرائيل قوة لأنها تكون قد صمدت أمام جيوش 22 “دولة”. فلا تفقد إسرائيل ما فقدته من دونهم بل بفضل جبنهم كلهم إذ لا احد فرض سند الحاضنة.

5. فمن اسقط وهم الردع الذي استمدته إسرائيل من هزائم العرب السابقة هو فريق صغير من المجاهدين المؤمنين وليس الجيوش التي لا تصلح إلا للاستعراضات وقهر الشعوب لصالح حماية من نصبهم أعداء الأمة على المحميات التي صنع العرب عامة وسايكس بيكو خاصة وحافظ عليه كل العالم لحماية إسرائيل.

6. ما معنى قول “كل العالم” هل معنى ذلك أن عتبر جماعة البريكس ليست مستعدة لتكون علاقتها بحماية مظلوم من جماعتها أو ممن يحتمون بها كما يفعل الغرب لحماية إسرائيل ومن يحتمي بها مثل أوكرانيا وكل محمياتها عندما تدخلها في حرب أهلية حتى تبقي على تفتتهم وتقاتلهم كعادة تهاوش الجاهلية العربية.

7. دافعي في اختيار هذا الموقف هو اعتمادي على قانون الحروب الذي وضعه القرآن الكريم: وهو شروط غلبة فئة قليله لفئات عديدة وكبيرة وهي التي بتطبيقها تم للعرب الذين ربو تربية قرآنية تحافظ على البأس عند المؤمن والشوكة عند الجماعة المتواصية بالحق اجتهادا وبالصبر جهادا ففتحت العالم.

8. فالعرب الذي تم توحيدهم بعد الردة لم يكن عديدهم ولا عدتهم قابلة للمقارنة الكمية مع عديد جيوش فارس أو بيزنطة ولا مع عدتهما ومع ذلك استطاع النصر عليها: ومن ثم فالأمر كله متعلق بالكيف كيف المجاهد وكيف الإستراتيجيا الحربية والسياسية: تفضيل البشر الإخوة وعبادة رب العباد على عبادة العباد.

9. فأما الإستراتيجيا فكانت عكس خبث سون تزو بالتخريف والخداع وعكس عنف كلاوزفيتز بالتهديم والإفناء. كانت الإستراتيجيا تعتمد حروب الفرسان الذين لا يعتدون على المدنيين والنساء والأطفال والحيوان والنبات بمقتضى العقيدة أولا والحنكة السياسية ثانيا.

10. فتلك هي السياسة التي تجعل البلاد المفتوحة سرعان من يؤمن أهلها بالإسلام لأن الإسلام يجعل لهم ما لغيرهم وعليهم ما عليهم وحتى إذا بقوا على دينهم فإنهم لا ينهكون بافتكاك أرزاقهم وأملاكهم والعدوان على معابدهم وشرائعهم بنصوص صريحة من القرآن الكريم ومن دستور الرسول.

11. تقديم العلاج الخلقي وقوانين الحرب النظيفة -والعلامة القاطعة هي قانون معادلة الأسرى الذين سرعان ما يصبحون رسل من أسرهم عندما يقصون بعد التسريح ما لاقوه من حسن المعاملة وخاصة بعد الإثخان في العدو لأن ذلك لخلق المهابة والردع وهو مؤقت في بداية الحروب لتحقيق مبدأ الأنفال 60.

12. ومن ثم فالحرب تربح أولا بالأخلاق بمعنيين أخلاق المجاهد في القتال والمجتهد في التخطيط ولكن خاصة في إدخال المعيار الثاني الذي علامته السالبة هي فائض العدة عند الشعوب الفاقدة له إنه معيار القوة الروحية التي لولاها لكان السلاح عاجزا كما حصل لجيش إسرائيل مع حماس.

13. وهذا هو الذي يجمع بين كسي استراتيجية سون تزو وكلاوزفيتز: لا خداع ولا عنف زايد عن الحاجة المحققة للغرض كما هي حال أخلاق الفرسان وخاصة المؤمن منهم بقيم القرآن الذي يعتبر كل البشر إخوة وتعددهم آية إلهية دالة على الحاجة للتعارف معرفة ومعروفا فالتفاضل بين البشر يكون عند لله بالتقوى.

14. فالمفتاح هو: صاحب القوة الروحية الأقوى يغلب من هو صاحب القوة المادية الأقوى لأن صاحب القوة الروحية قادر على الصبر لإيمانه بالجهاد أولا ولعلمه بأن النصر صبر ساعة من ثم فهو يطاول ولا يستسلم أبدا. الإيمان والقوة الروحية هما سر الصمود وعلته.

15. وأخيرا فإن النصر الأكبر الذي حققه الطوفان ليس الإطاحة بأسطورة الردع الإسرائيلي فحسب بل هو الإطاحة بكل سردياتها وأكاذيبها وأكاذيب مؤيديها في العالمين الغربي والعربي بحيث صار الطوفان طوفانا عالميا سيغير أخلاق كل البشر فيقربها من الإسلام.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock