خصمك السياسي مناضل أم سافل؟!
الأمين البوعزيزي
أذكر أني سألت المناضل اليساري الطاهر ڨرڨورة (رحمه الله) هل المناضل هو التقدمي الذي يمت لك بنسب إيديولوجي أم هو الصادق المضحي في سبيل انتصار فكرته؟ فكان جوابه طبعا الصادق المضحي في سبيل مبادئه أيا كان مضمونها.
هل لخصمك السياسي فضائل أم هو مجرد وحش؟!
ساعة داهمت قوات الحلفاء آخر معاقل هتلر (المحور) فوجئوا بوجود لوحات وأقراص موسيقى سمفونية. وطرح سؤال كيف لوحش نازي كهتلر أن يتذوق الفنون رسما وموسيقى؟!!!
ساعة محاكمة القيادي النازي الكبير أدولف أيخمان على أيدي الصهاينة، طلبت الفيلسوفة حنة آرنت تمكينها من فرصة محاورته قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه.
كم فوجئت بأجوبته كونه يؤدي واجبا أخلاقيا ووطنيا، فهو لم يفعل شيئا سوى تطهير بلده من الطاعون اليهودي، فكتبت #تفاهة_الشر!!!
تلقف عالم الاجتماع الكبير زيغمونت باومان الحادثة وفككها لفهم النازلة باقتدار: كيف يكون المرء مجرما وهو في الآن نفسه شخصية سوية وتتذوق أرقى الفنون؟!
يقول باومان هؤلاء هم نتاج ثقافة صناعة العدو: إنسان مستباح يُقتل بضمير مرتاح دون أدنى تأنيب.
الجماعة الذين هالهم حديثي عن الأخ زهير المغزاوي الذي أصبح خصما سياسيا دون تجريده من فضائل أعرف جيدا أنه يتصف بها فثارت ثائرتهم وكشفوا عن جوهرهم المتوحش الذي حذر منه نيتشه ساعة قال عندما تصارع وحشا احذر أن تتحول إلى وحش. محتجين علي بشكل لا ذوق فيه كيف تصفه بالدمث وكيف تصفه بالمناضل؟!!
فقط أقول: يا هذا لا تهرف بما لا تعرف؛ وتدبر المكتوب أعلاه!!!
أما كاتب هذه السطور فهو لا يجرد خصومه ولا حتى أعداءه من فضائل يحتكمون عليها. فحتى عبير موسي الفاشية (عدو وليست خصم) أنا معجب برأسها الكاسح😏
كاتب هذه السطور يعتنق مفهوما مخصوصا للثورة صاغه طيب الذكر المفكر القدوة عصمت سيف الدولة: الثورة ليست فعلا إجراميا بل هي تجريد العدو من أدوات الجريمة لإجباره على الكف عن العدوان.
وعليه أقول: أنا لا أطرب كما تفعلون ساعة الفتك بالعدو (ملاحم المقاومــة نموذجا) لكني أقول: لم يترك لنا العدو إلا العنف أسلوبا للدفاع عن النفس. وهذا موضوع فلسفي ناقش بعمق أطروحة الطبيب الثائر فيلسوف التحرر الوطني #فرانتز فانون الذي نظر لـ أخلاقية العنف المقاوم لدحر المحتلين.
ختاما،
اللي يحب يفجر في الخصومة يفعل ذلك بعيدا. لست مصبا لما يتقيؤه الثأريون.
وسلام لمن يعقلون.
#الأمين