مقالات

محاذير التفاوض في الصفقات مع الأعداء

أبو يعرب المرزوقي

1. لا ادعي أهلية لنصح حماس. ولا ادعي حتى حق التعليق على خياراتهم رغم أن مقاومتهم ليست خاصة بهم لأنهم بها يمثلون الأمة كلها ككل طليعة ذات علاقة جوهرية بشروط الاستئناف: فكل نشأة أو استئناف لا بد فيه من أقلية رائدة نجاحهما رهن نجاحها. فهو عندي مثل القلة التي حققت الرسالة بقيادة الرسول.

قادة حماس
قادة حماس

2. وقيادة الرسول في الاستئناف يمكن مقارنتها بقيادته في النشأة الأولى وقد تكون اقوى في هذه منها في تلك لأنها تجمع دورها لما كانت ممثلة لمستقبل كان مجهولا يستمد قوته من الإيمان فحسب ودورها لما صارت تجربة تاريخية خالدة عشنا من وحيها 14 قرنا ونصفا من التأييد التاريخي لفاعليتها وحكمتها.

3. ولما كنت واثقا من حصولهم على التجربة القيادية والحكمة التاريخية المحمدية فإني لا أظنهم بحاجة لناصح لا يشاركهم إلا بالقلم ولم يواجه بكيانه كله أبعاد المقاومة الخمسة: بالتغلب على ما يحول دون إثبات كل مؤديات الإيمان وهي بعدد المقاصد الـ5 الضرورية وأصلها دينه فعقله فماله فعرضه فنفسه.

4. إذن ماذا يمكن أن يكون مضمون رسالتي إليهم الآن وهو في اللحظة الأكثر حاجة لميزان متناهي الصغر من الجزئيات التي قد تكون أعدت للغدر بهم من القريب والبعيد. فقد يضعفوا بسبب ظروف حاضنتهم لا ذواتهم، وإذن فأولا فلا بد من تقدير دقيق لشروط الصمود المديد عضويا للمجاهدين وذخيرة للجهاد الطويل.

5. الأمر الثاني التأكد مما اعتقده شرطا مناظرا لهذا الشرط الأول اعني التقدير الدقيق لمدى انهيار الجيش الإسرائيلي معنويا وخلقيا وهو ما أكاد اجزم بحصوله: اعتقد لكنكم انتم ادرى -انه لم يعد قادرا على الحرب وان كل التهديد كذب لعلتين: فلن يشارك المتدينون والاحتياط سيفر والنظامي لن يمدد الخدمة.

6. إذا صح فتأكدتم من 4 و5 فعليكم ألا تتسرعوا في الاستجابة لما قدمه رئيس أمريكا فهو سيغدر بكم. لذلك فعليكم التشدد في التفاوض لكي تدققوا كل الجزئيات ولا تتنازلوا قيد أنملة وهم سيقبلون لأنهم في هذه الحالة سيكون لإنقاذ جيشهم وماء وجههم خوفا من الوصول إلا لانهيار التام. فالنصر صبر ساعة.

7. ولكن “عينكم ميزانكم” وإذا كنتم غير متأكدين من 4 و5 فاقبلوا الصفقة مع اشتراط توثيق الضمانة الأمريكية كتابيا لأن ضمانة الوسيطين العربيين فيها لا تكفي وحتى الأمريكية فهي غير كافية لذلك اذا امكن احد الكبار من أصحاب الفيتو أيا كان ففي ذلك ما يحول دون التلاعب الأمريكي والعرب.

8. وفي كل الأحوال وأيا كان الموقف فلا بد من ضربة قاصمة للجيش الإسرائيلي في فاصلة فيلادلفي ولو بتضحية كبيرة في مواجهة حاسمة أيا كانت الكلفة لا بد من جعلها مقتلة تضطر إسرائيل لرفع الراية البيضاء إذا كانت 4 و5 غير مطمئنين من حيث التقديرين فيكون الضرب الحاسم حيث أشرت هو البديل أيا كانت كلفة المواجهة.

9. والله المستعان. كونوا واثقين أن كل الأمة معكم. صحيح ما يزالون في مرحلة اضعف الإيمان. لكن على الأقل بدأت النقلة للسان وسياتي دور اليد. فالنشأة الأولى ظلت اكثر من صنف حياة الرسالة في هذه المرحلة ولم يأت دور اليد إلا في المدينة.

10. لذلك فغزة هي المدينة الثانية مثلما أن المجسد الأقصى هو المحج الثاني وقد تكون القدس عاصمة الإسلام الروحية في الاستئناف كما كانت المدينة العاصمة الأولى في النشأة الأولى.

11. إني واثق من ذلك. فمن يقرأ دلالة تغيير القبلة يفهم أن القبلة التي ظنت الأولى كانت لاختبار الإيمان عند التغيير ما يعني أن القبلة لكل المسلمين ستبقى مكة:

  1. كلامي على العاصمة السياسية للعرب بعد أن ينتقلوا من وضعية المحميات المفتتة الى الولايات المتحدة العربية التي تسود المسلمين عند الاستئناف: القدس ستكون عاصمة الولايات المتحدة العربية قاطرة الاستئناف بإذن الله وعونه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock