مقالات

ما يتهدد الطوفان غباء العملاء وخدم الاعداء

أبو يعرب المرزوقي

1. كنت ولا زلت واثقا من أمرين قد يفسدان ثمرة الثورة الفلسطينية و”وضعية” الطوفان بعد نصره. وسيؤكد صواب هذه الرؤية التي تحقق مثيلها في إفساد ثورة ربيع العرب: وسيكون ذلك بـ:

  1. تحريف أهداف جهادهم لإفقاده الشرعية والخلقية (الإرهاب المخابراتي).
  2. تحريف نهج اجتهادهم الدبلوماسي المتنافي مع التدرج الذكي.
الدفاع عن فلسطين والعرب
دولة فلسطين

فهما علة التحريفين اللذين يفسدان شركي الاستئناف: . فهما بعينهما ما افسد الربيع: المزايدة على المرحلية في تحقيق الديموقراطية وفي الإصلاح التربوي المسترد للهوية والقيم الإسلامية. هما عين ما جعل:

  1. أدعياء الحداثة
  2. وأدعياء الأصالة

يتحالفان بفرض مزايدات في الاتجاهين حولا الثورة إلى حرب أهلية قضت على التحول المتدرج في عملية الانتقال الديموقراطي السلمي.

2. ولا احد يجهل أن ذلك لم يكن تولدا طبيعيا بل كان استراتيجية استعملها عملاء الغرب وأسيادهم من القوى المسيطرة على العالم العربي لإفشال الربيع.

وما أخشاه على الطوفان لم يعد لا إسرائيل ولا أمريكا لأن الطوفان انتصر عسكريا وخلقيا عليهما في عقر دارهما بل نفس الحلف الشيطاني بين أذياله في الإقليم وخاصة منظمة جامعة الحكام.

3. أولئك هم أذياله؟ يكفي أن نذكر من افشل الربيع حتى نعلم من سيعمل كل ما يستطيع لإفشال الطوفان. الربيع لم يفشله الغرب مباشرة بل هو استعمل أذياله من نوعي العرب أي توابع إسرائيل وأمريكا وتوابع ايران وروسيا: حرب الوكالة بين أغنياء العرب وفقرائهم وبتمويل حرب أهلية في كل أقطار الربيع.

4. وطبعا فوراء نوعي الأذيال من العرب: أذيال إسرائيل والغرب وأذيال إيران والشرق والحلف الخفي بين إسرائيل وإيران وبين حامييهما أمريكا وروسيا. كلهم ليس من مصلحتهم أن ينجح الطوفان: ستعتمد الخطة على تحريف أهل غزة ضد حماس بتحميلها مسؤولة الخراب الذي أحدثته إسرائيل في غزة بتشجيع منهم لها.

5. لذلك فليس بالصدفة أن توابع أمريكا وإسرائيل وتوابع روسيا وايران من العرب يجتمعون حاليا لتحقيق ما عجزت دونه إسرائيل وايران وحامييهما في منع النصر الحمساوي عسكريا وخلقيا.

المهمة هي استبعادها وتنصيب أمثالهم من الفلسطينيين على حكم غزة والضفة تحت الحماية الإسرائيلية. كيف نفسد عليهم ذلك؟

6. ذلك هو هدفي من هذه التدوينات: الخطة تتعلق بالخطاب الدبلوماسي الذي ينبغي التشبث به حتى نفسد خطتهم: فما هي خطتهم؟
دولة فلسطينية اسميا ومحمية عربية تضاف إلى جامعة المحميات العربية بحدود 67. فكيف نسهل اسقاطها ليس الهدف البعيد اي الدولة الواحدة المستحيلة حاليا بل بالشرعية الدولية؟

7. على حماس أن تترك المطالبة بالدولة الواحدة من النهر الى البحر لإسرائيل وهي تقتضي تهجير كل العرب والا تطلب الدولة الواحدة بعكسها: العربية بدل اليهودية.
بل ينبغي أن تعلن عن اعترافها بالحدود التي وضعها قرار التقسيم سنة 47. فهذا هو الأساس القانوني الدولي الوحيد. وهو ما سيجعلها دولة واحدة عربية في لمح البصر.

8. وطبعا فهذا المطلب يلغي خرافة الرمي باليهود في البحر بل هو سيكون أساس هجرتهم إن حصل فيرمون انفسهم ليس في البحر بل يعودون إلى أوطانهم الذي جاءوا منها.
وما يعنينا منه هو التخلص من فكرة واحدة التفرد بفلسطين شعاريا لتحقيقه فعليا دون حاجة لطلبه لأن الخصم هو الذي يصبح ممثلا للتطرف.

9. والسر في قوة هذا الاعتراف بالشرعية لدولة مضاعف: فهو أولا يغني عن الحاجة للمطالبة باعتراف العدو بنا لأن وجوده مشروط بوجودنا في قرار التقسيم نفسه.
وثانيا هذا يجعل المزايدة ليس على القانون بل على المشروع العربي الذي احدث خرافة حدود 67 لأنها متجاوزة لقرار التقسيم فتفسد حجة الواقعية.

10. وبذلك نفسد عليهم حل المحمية الثالثة والعشرين في جامعة الحكام العرب بصنفيهم المتذيل لإسرائيل وأمريكا والمتذيل لإيران وروسيا. ومجرد إجماعهم على حل 67 بحجة الواقعية هو عين إجماعهم بحجة اعتبار الربيع عبريا وليس عربيا. مزايدة بحماية العروبة ثم مزايدة بحماية الفلسطينيين. نقاق وغدر.

11. لست خائفا على حماس من إسرائيل وأمريكا ولا من إيران وروسيا بل من الأذيال العربية التي تدعي الخوف على الفلسطينيين التي سموا جهادها إرهابا.
كما ادعت الخوف على العروبة للحرب على الربيع الذي سموه عبريا: اجتماع الربيع والطوقان هو الوضعية الراهنة وهي الثورة الخلقية والإسلامية في آن.

12. أوروبا هي المطية التي ستوصل إلى هذه النتيجة: يريدون فرض اسلوا ثانية تمكن إسرائيل من إنهاء مشكل الضفة بعد الفشل في إنهاء مشكل غزة. بوهم الدولة بحدود 67.
سنصل إلى “جيتو” في الضفة وحول غزة مع التشجيع على ما يسمونه الهجرة الطوعية حتى تتحقق إسرائيل الكبرى فلا يبقى معنى لدولة فلسطينية.

13. فضح هذه الخطة هو العمل الثاني بعد حصر الاعتراف بإسرائيل بالتقسيم الذي هو الوحيد الذي يستند للشرعية الدولية على ظلمها. فيكون رفض التفاوض على حل الدولة.
وحتى الحاجة للاعتراف بها لأن الاعتراف بها ملازم لإيجاد دولتين هما إسرائيل وفلسطين في التقسيم: عدم شرعية أي نصف من دون الثاني.

14. العائق الأخير الذي على حماس استعماله هو اشتراط حصول الاعتراف الرسمي بالدولة في حدود 67 مؤقتا وإجراء انتخابات لتعيين السلطة التي تحكمها. في انتظار تطبيق الشرعية الدولية ليكون الحل استرداد ما احتلته إسرائيل مما يتجاوز التقسيم. اعلم عسر ذلك لكن ما تحقق عسكريا وخلقيا في العالمي يمكن منه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock