صالح التيزاوي
تشهد جامعات مرموقة بالولايات المتّحدة الأمريكيّة احتجاجات رافضة للحرب على غزّة ومؤيّدة للحقوق الفلسطينيّة، كانت قد انطلقت منذ وصول المشاهد الأولى للحرب المروّعة على غزّة. وكانت جامعة كولمبيا منطلقها، وكلّما حاولت الجامعات منع الإحتجاجات، رفع الطلبة أصواتهم أعلى وكسبوا مزيدا من التّعاطف في جامعات أخرى وفي الشّوارع أيضا.
خضعت إدارة الجامعات لضغوط سياسيّة من أجل إنهاء الإحتجاجات قبل استفحالها، فاستدعي الأمن لفضّ اعتصام الطّلبة بطريقة لم تخل من خشونة، كما َتعرّض عشرات الطّلبة إلى الاعتقال.
كان لذلك نتائج عكسيّة، حيث طالت الإحتجاجات جامعات أخرى في نيويورك وبوستن وكالفورنيا وجامعة بيل في كنتيكت. (من أقدم الجامعات الخاصّة) وازداد زخم الإحتجاجات بانضمام هيئات تدريسيّة وَشخصيّات سياسيّة دعما للحقّ الطّلّابي في الإحتجاج، في بلد، يباهي قادته بأنّهم خاضوا حروبا من أجل “حقوق الإنسان”.
لم تكن الطبقة السياسية المؤيّدة بالمطلق لإسرائيل، لتسكت عن الحراك الطلابي، فلم تكتف بقمعه، وسارعت إلى وصمه بمعاداة السامية من أجل تحجيمه. ردّ الحراك عبر منصّات التّواصل، بأنّهم ليسوا معادين لليهود، فمن بينهم يهود. وإنّما يعارضون الحرب ويعارضون استمرار تدفّق المساعدات المالية والعسكريّة لتمويل حملات الإبادة.
هذا التّحوّل المفاجئ في الرّأي العام عموما والرّاي العام الشبابي والطلّابي خصوصا، يخشى السّاسة، إن لم يقع لجمه في حينه، ،قد يستفحل مستقبلا ويتحوّل إلى قوّة ضاغطة على القرار السياسي في مسألة الحقّ الفلسطيني وفي غيره من مسائل لها علاقة بحقوق الإنسان، كما حدث من قبل في حرب فيتنام.