منجي الفرحاني
شنوا صاحبي، ستنيناك ترجع تكتب، تكتبلنا على عزايز هولندا؟ تساءل صديقي البهلول في رسالة صوتية على هاتفي الغبي لم تصلني بعد..
أرسلت له هذه الصورة فبلع لسانه وعلبه الخاوية وسكت..
ثم بعد أمد عاد وسألني: باش فرحان صاحبي؟ موش قلت قلبك مكلوم؟
أجبته: تي برا شد الصف على باڨات وباكو حليب وطرف هواء تتنفسهم وحل عن سمايا.. درت عليا ياخي؟ أو لم تكن لسانا لحالي؟!
أولم تكن بوصلة لضميري؟!
نعم ابتسمت لحظة الصورة لأقول لكل الأوغاد في هذا العالم المنافق أنني شامخ كغزة، لم ولن أكسر..
بحق الشهيد، بحق السماء، بحق جنونك وعلبك الخاوية وصداقتنا، بحق عقلي المنسي، بحق عيون لندا النادلة الجميلة ووجهها الصبوح لم ولن أكسر أو أكبر أو حتى أعقل..
قال: باهي، اكتبلنا على لندا مالة حتى لا يعود إلي عقلي، فأشقى..
قلت: انتظرني.. قد أفعل…
باقة الورد ذبلت وقريبا تيبس فألقيها في سلة المهملات وهي تتكسر رميما في يدي..
وما #لندا إلا وردة برتقالية الهوى جميلة وضعها بائع الورود في باقة ورودي الجديدة وهو ينظمها كمن ينظم قصيدة حرة حبلى مشاعر غير موزونة وانتهت في مزهريتي التي خلصتها من ماء الباقة السابقة الآسن ونظفتها ثم ملأتها إلى النصف بماء نقي..
أنا أعشق كل الورود أناقة وألوانا وعطورا ولكنني أفضل غير ذات الأشواك وزهرة التوليب طبعا لا تحمل أشواكا في ملامحها..
في البيت قالت لندا:
سأعيد نظم الباقة قبل وضعها في المزهرية فأنا فنانة مثلك أفهم في قطرات الندى عندما ترتسم على وجنات الورود فتبلل عطر مشاعرها..
قلت وعيناي تموجان بين ورود الباقة ووردتا خدي لندا:
أنظميها كما شئت وشاء لك الهوى ودعيني أتابع جديد الأخبار، عل قناة الجزيرة تعلن أن العالم قد صحى فجأة عن ضمير صاح فأفرح بورودي..
وردة وردة كتبت #لندا قصيدة الباقة الجديدة ثم وضعت المزهرية على الطاولة بين الكوفية الحزينة وعلم فلسطين الجريح وصينية القهوة العربية المرة وضحكتها البريئة وقلبها الحنون..
نظرتُ في الباقة فرأيت ورودا مختلفة الألوان متناسقة كأن لمسة إلهية قد مستها فزادتها بهاء.. بعضها تفتح والبعض الآخر ينتظر وأكثرية لم تبلغ الحلم بعد كأنها براءة الأطفال..
مذيع الجزيرة خذلني للمرة الألف ألف بعد الألف، قال أن المزهرية قد قصفها العدو فسال رحيقها دما على الكوفية والعلم وأن شظايا المزهرية قد جرحت كل القلوب الحية وأن دموع #لندا قد بلغت شواطئ غزة…