الأربعاء 5 فبراير 2025

سيدي المنصف

عبد القادر الونيسي

في أواخر الثمانينات زرت إحدى المدن الساحلية مع بعض الأصدقاء.

نزلنا ضيوفا عند أحد إخواننا الأفاضل وكانت تربطنا به علاقة مودة وحب في الله وهكذا حال العلاقة بيننا تلك الأيام. لكن ما لبث أن تناهى إلى سمع زوج خالته وجودنا وكان رجلا شهما أبيا ذو همة كريما وكان محبا لنا (في ذلك الزمان كانت الناس تحبنا “لله في سبيل الله”).

أقسم علينا وأخذنا إلى منزله. وكانت له غرفة خاصة به لا يدخلها سواه. من شدة فرحه بنا فتحها لنا دخلنا فإذا نحن في عالم آخر. أثاث وديكور وكأنك في أحد بيوت العائلة الحسينية وفي وسط الغرفة صورة عظيمة بالرسم الزيتي داخل اطار مذهب.

المنصف باي
المنصف باي

وقفت مشدوها أمام الصورة فانتبه مضيفنا وسألني: هل عرفت صاحب الصورة. قلت نعم كانت الوالدة رحمها الله تسميه سيدي المنصف. (المنصف باي عزلته فرنسا لوطنيته سنة 1943 وتوفي مسموما في المنفى سنة 1948)
أجاب: “ماني مستعرف بحتى واحد حكم تونس بعده”.

آه يا حاج محمد لو شهدت من يحكمنا اليوم ما تراك قائلا ؟

رحم الله الحاج محمدا وتقبله في الصالحين كان رجلاً من زمن آخر.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عبد القادر الونيسي

أستشعر نهاية الكابوس

عبد القادر الونيسي النظام القائم قام بإنقلابه بمساعدة أطراف عربية وأجنبية معلومة للقاصي وللداني. مجموعة …

عبد القادر الونيسي

الوفاق المغشوش

عبد القادر الونيسي ملاحظات عابرة : أولا : ساءني تعليق أحد الذين أحترمهم “الكلهم كيف …

اترك رد