ناتنياهو دلالة تكرار الهتلرية
أبو يعرب المرزوقي
فضل ناتنياهو الذي سيخلده التاريخ أنه فضح سياسة الغرب الأبدية التي تجعل شعوبه مغول الغرب حتى بعد أن تنصروا فبقوا أفصد واكثر وحشية من مغول الشرق.
فهو قد اثبت حقيقة كان الغرب يحاول إخفاءها: ما كان هتلر يستطيع تحقيق ما يسيمه يهود العالم بالهولوكوست لولا سكوت الغرب عليه ولم يقاوموه من اجل رفع الظلم بل لأنه مد يديه إلى استعمارهم فاحتاجوا لكذبة الدفاع عن اليهود وهم اكثر الناس اضطهادا لهم.
فكل محاولات الغرب المسيحي الكاثوليكي والأرثودوكسي وحتى البروتستانتي وإن بحجج مختلفة كانت السعي للتخلص من اليهود ومن كل الشعوب التي يريدون افتكاك ثرواتهم وتراثهم لأنهم أهماج متوحشون.
بدأ الأمر أولا بقصة خيانة اليهود للسميح في مؤامرة عليه مع الرومان رغم أن القرآن كذب ذلك لأن المسيح لم يقتل ولم يصلب بل توفاه الله ورفعه.
ثم عاشوا منبوذين بين المسيحيين الكاثوليك والأرثودوكس
ثم اضطهدوا خلال الحروب الصليبية في المشرق والمغرب
ثم اضطهدوا مع المسلمين في أوروبا والأندلس ثم في المستعمرات التي أسسوها فيما احتلوه من دار الإسلام
ثم أرادوا أن يستعملوهم في تخريب قلب دار الإسلام بإنشاء إسرائيل.
فجاء دورهم لكي ينتقموا من الشعوب التي حمتهم في كل هذه الحالات
أولا بالتحالف مع المستعمر في كل بلاد الإسلام والتجنس بجنسيته
لكن ذلك لم يشفع لهم إذ استعملوهم بمشروع سايكس بيكو ووعد بلفور حتى يكونوا الجرثومة التي يحولون بها ونهوض قلب الإسلام أي أرض العرب.
كل ذلك غيب وقدم إنشاء إسرائيل وكانه تكفير الغرب عن جرائمه التي حققها في العالم كله من تمييز عنصري وإبادة عرقية للشعوب التي افنوها أو أخرجوها من أرضها.
وتلك هي علة وصف ناتنياهو بكونه هتلر الثاني ولكن مع الفلسطينيين. وهو بذلك نظير هتلر لإبراز طبيعة الصهيونية ودورها في خدمة المشروع الغربي الذي هو أفسد من الصهيونية:
السيطرة على دار الإسلام مواصلة للحروب الصليبية وحروب الاسترداد بالاستعمار غير المباشر الناتج عن تفتيت الجغرافيا لمنع شروط التنمية المادية وتشتيت التاريخ لمنع شروط التنمية الروحية.
وللصهيونية نظير ثان افسد منها وهو الباطنية الشيعية التي لها نفس الغايات والأدوات للانتقام من الإسلام والمسلمين وخاصة الشعب الأول الذي حرر شعبهم من عبادة العباد بعبادة رب العباد عندما فتح بلدانهم وحررهم من عبادة الأكاسرة.
وإذن فما يجمع الصهيونية والصفوية هو دين العجل: فأنظمتهم تعتمد دين العجل وتخفيه بالثيوقراطية والديموقراطية أي الحكم باسم الرب لاستعباد الشعوب.
لأن الأولين يعتقدون أن شعب الله المختار فصنع منافسوهم من الصفوية أسرة الله المختارة (آل البيت) لكن لا هؤلاء من آل البيت ولا أوليك من دين موسى.
فالأولون يستعملون بعض المسلمين لتهديم الإسلام من الداخل
والثانون يستعملون بعض اليهود لتهديم دين موسى من الداخل.
كلاهما يحارب الإسلام إما بهدف استرداد دولة العجل أو لاسترداد دولة ملوك دين العجل جمعا بين الغطاءين الثيولوجية تأصيلا والديموقراطية تحديثا.
وهم يستمدون سلطانهم من معدن العجل أي المال الفاسد ومن خوار العاجل أي الإعلام الكاذب جمعا بين:
ربا الأموال
وربا الأقوال
اللذين يجعلان العملة أداة سلطان على المتبادلين بدل التبادل العادل والكلمة أداة سلطان على المتواصلين بدل التواصل الصادق: إنهما ألعن الأقوام وأبالسة العالم.