عبد القادر الونيسي
الإنتخابات التي لم يعد يحصها أحد ولا يسمع بها أحد ولا يعلم جدواها أحد إلا ما تستنزفه من أموال طائلة على حساب “ميزيرية” خانقة يغرق فيها الشعب يوما بعد يوم تتجلى في طوابير الإذلال اليومي لشعب فرط في كرامته من أجل رغيف خبز فخسر الإثنين.
هذه البداية !
القادم هو أسوأ سيناريو لم تعرفه تونس حتى في أحلك أيامها إن لم يتغمدها الله بلطفه.
المتأمل في الوجوه الواقفة في الطوابير يلحظ دون عناء شديد مسحة الشقاء والندم التي تعلو الوجوه وسكنت لغة “الكلو من النهضة” بعد ثلاث سنوات أيقن الشعب أن “الكلو من سذاجته وسخافته وهوانه”.
لا حل في الآفاق خاصة بعد سطو الإنقلاب على البنك المركزي وبعدها سيتم تعويم الدينار وقريباً سيخرج التونسي إلى السوق بمليون في جيبه ولا يعود بما يسد به رمق أبنائه.
الحل هل مازال ممكنا ؟
إن لم تبلغ تونس في تاريخها الحديث مثل هذا الوضع الكارثي فإن كل يوم مع الشعبوية سيزيد من صعوبة الحل.
العلاج يبقى ممكنا وذلك مع بداية عودة وعي شعبي محدود وخاصة قناعة القوى الصلبة باستحالة إدارة الوضع الحالي.
الحل حسب رأيي هو في إعلان حكومة وطنية تلغي الإنقلاب وما ترتب عنه دون عودة للوضع القديم ثم الإسراع بمعالجة الوضع الإقتصادي والذهاب إلى إنتخابات حرة في غضون سنتين لا يسمح فيها بالمشاركة لمن عمل على إجهاض الثورة والإصطفاف مع الإنقلاب.
••
أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس، مساء الأحد، أن نسبة الإقبال على التصويت في الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية بلغت 12.44 بالمئة، مع غلق مراكز الاقتراع.