عبد اللطيف علوي
الإسلاميون.. من المعيقات الذهنية لدى الإسلاميين أو المحافظين عموما ومن جاورهم، أنّهم دائما يختارون شخصيّة يساريّة أو قوميّة، يتوسّمون فيها النّزاهة مثلا والقبول بالآخر، ويبدؤون في النّفخ في سرّته وتضخيمه وتقديمه على أنّه الشّخصيّة الجامعة المناسبة للبلد وينتهي بهم الأمر لترشيحه للرئاسة أو للمناصب العليا!!
وكأنّه ليس في صفوفهم من يتمتّع بتلك الصفات ومن هو مناضل أكثر من أولئك مليون مرّة ومن يصلح هو الآخر لتجميع التونسيين ومن هو جدير بتقلّد المناصب الكبرى!!
وكأنّ الشّخصيّة الوطنية المجمّعة النزيهة الطّز حكمه لم تخلق إلاّ يساريّة أو “حدثوتيّة” أو لا تكون!
هل سمعتم يوما بيساري أو قومجوت أو حدثوت تحدّث بنفس التقدير ورشّح شخصيّة إسلامية مهما كانت لايت وكيوت أو حتّى محافظة للرّئاسة أو للحكومة أو حتّى لتجميع التونسيّين في المعارضة وليس في الحكم؟!
لماذا تشعرون دائما أنّكم لستم أهل البيت وتبحثون عن شرعيّتكم دائما في جلباب الآخرين وتحت مظلّتهم؟!
ثمّ بقطع النّظر عن كلّ هذا، هل تعتقدون أنّكم عندما ترشّحون شخصيّة يساريّة مثلا أو قوميّة “لتجميع” التّونسيين (وكم أكره هذه الكلمة!! مافمّاش تجميع كان في الزريبة وحظيرة البقر)، سوف يقبل بها باقي اليسار أو القومجوت، وسيقولون انظروا كم هم لطفاء وطيّبون وسمباتيك، إلى درجة أنّهم يتركون رموزهم ويرشّحون خردواتنا ليحكموهم ويشكموهم؟!
الإسلاميون
ألم تتعلموا مما حدث مع المرزوقي وبن سدرين والشابي وكيف أنّهم صاروا بين يوم وليلة أكبر أعداء الشق اليساتجمّعي لمجرّد أنّكم قدٌمتموهم على أنفسكم؟!
طيّب إذا كان غاية ما تقدرون عليه هو أن تعيشوا كالكتاكيت تحت جناح دجاجة أو في حماية ديك، فإنّ الحلّ موجود في فيلم “كتكوت” حيث قال “كتكوت أبو اللّيل” وهو يسأل جليسه في العشّة: ” أيّهما أحسن؟ أڨعد في البيت وأموت، ولاّ أخرج وانڨِتِلْ؟! أيهما أحسن؟!” فأجابه : “إنت تطلع عالباب وتتوفّى! كده أحسن!”
