نصر الدين السويلمي
{ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألّا تعدلوا}
نندّد بالملاحقات التي استهدفت المدعو زياد الهاني
لا يمكن الاعتراف بأي حكم يصدر عن منظومة تابعة للانقلاب، اختارها وفق أجندته ونصّبها لخدمته. كما لا يمكن تزكية أي خطوة انتقاميّة يقترفها الانقلاب ويجرعها للأغبياء على أنّها خطوة إصلاحيّة تطهيريّة، وسوّق لها الأشقياء سكّان الزّريبة.
هذا ما يجعلنا نندّد بالملاحقات التي استهدفت المدعو زياد الهاني، كما ندين الأساليب البوليسيّة التي استعملت للضغط على الإذاعة التي يعمل بها ودفعها لطرده من العمل. ذلك موقف تمليه علينا أخلاقيّات الثورة وأدبيّات الهويّة والحريّة، حتى وإن كان الهاني عرّاب مجاز وبوق سفّاحين أبادوا شعب سوريا، وحرقوا الجماهير في ساحات مصر، وأشعلوا النّار في جثامين الشّهداء وحرّقوا عليهم المساجد.
أيْ نعم، نقف ضدّ أحكام الانقلاب وتنكيل الانقلاب، حتى وإن استهدف معارض الانقلابات المدنية صديق الانقلابات العسكرية، عرّاب دم وحليف دكتاتوريّات مثل زياد الهاني الذي سبق في تدوينة له وبارك نظام السيسي وقدّم سلسلة من الأرقام الاقتصادية الكاذبة في محاولة إلى الارتقاء بالسفّاح ونظامه، ثمّ وفي نفس التّدوينة طعن في الانتقال الديمقراطي التّونسي الذي شهد له العالم. بالغ الهاني في البهتان والكذب حين قدّم جريمة الانقلاب في مصر كمفخرة ونموذج يحتذى به مقابل الطّعن في التّجربة التّونسيّة.
تدوينة الهاني: “في ظل قيادة الرئيس عبد الفتّاح السيسي، نهضة عمرانية شاملة تشهدها مصر، وبناء قوة عسكرية مهابة يقرأ لها الأعداء لها ألف حساب. وفي حين نغرق نحن في الديون وفي موجة الرداءة الشاملة التي تحكمنا والجدل العقيم الذي نسميه ديمقراطية، تسدد مصر في أربعة أشهر فقط أكثر من 20 مليار دولار من ديونها الخارجية على أن تكمل 5 مليارات دولار أخرى خلال عام. علما بأن الديون الخارجية لمصر رغم ضخامتها، فهي تبلغ أقل من 33% من حجم ناتجها المحلي!!
عمار يا مصر..”.
نعم نرفض ما يتعرّض له هذا الحاقد، الذي تلذّذ بدماء أسماء البلتاجي ومريم محمّد وحبيبة أحمد وأسماء هشام وسلسلة من الصّبايا اللواتي قضين تحت مجنزرات المشير السفّاح، وكتب يبارك ذلك ويتلذّذ به ويفاخر بزيارة محتملة للمشير السفّاح إلى تونس:
من تدوينة الهاني: “أفشل السيسي مخططات تنظيمهم الدولي لإخوان الشياطين الذي يستظلون به ودمرهم وبدد شملهم!!
بلى، مرحبا بالرئيس السيسي الذي سفّه أحلام المتعطشين للتسلط والدماء، وقطع رأس الحيّة الإخوانية التي كانوا يستندون إليها ظهيرا علينا!!.. لا يمكننا بحال أن ننسى بأن الرئيس السيسي استجاب لدعوات عشرات ملايين المصريين الذين نزلوا للشوارع مطالبين بوقف انقلاب الرئيس المنتخب محمد مرسي على الدستور وحماية الديمقراطية من الالتفاف والتغول الإخواني، وبقطع دابرهم ساهم في إنقاذ تونس من حمام دم وحرب أهلية، كان سيجرنا إليها الذين هددونا بالسحل والدوس على رؤوسنا في الشوارع!!
مرحبا برئيس مصر شريكتنا في محاربة الإرهابيين الدواعش و”الإسلام الغاضب” الذي أرادوه ورقة ضغط وابتزاز لنا، فتحول إلى طوق من النار حول رقابهم، يحرقهم إذا تمسكوا باللّعب به!!..”
سنقف ضدّ محاكمة الانقلاب لهذا الذي سفّه الديمقراطيّة ودعا إلى الدكتاتوريّة وبارك ذبحها للشعوب، سنقف مع ضحايا الانقلاب وإن كانوا مثل هذا الحاقد الذي يتلذّذ بدماء الأبرياء ويبارك مجازر الإجرام المنظّم المسلّح. لن تدفعنا مستنقعات الكراهية وبؤر الحقد ولن يضطرّنا عشّاق القتل الجماعي إلى التّخلّي عن مبادئنا، وسنظلّ نرفض منهج تصفية الحسابات التي يعتمدها الانقلاب وإن كان ضحيّتها مدمن أشلاء، وإن كان ضحيّتها مصّاص جماجم.
أسال الله لهذا العرّاب الدّموي توبة قبل الرّحيل، أو وقفة أمام الله سبحانه في عرصات القيامة يأتي الشّهداء بدمائهم، ويأتي هو بلسانه العقور، ويأتي الله بميزانه العادل.. {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ}.