الدفاع عن الإسلام يكون وأقوى وأعدل، حين يأتي من غير المسلمين
محمد بن جماعة
في أمريكا، تم إنشاء مركز ثقافي جديد، باسم “مركز أمير شتاين” (Emir Stein Center).. وهو على ما يبدو اسم يهودي.. ومهمته الدفاع عن صورة الإسلام والمسلمين وتصحيح الصورة السلبية المنتشرة في الإعلام والسياسة والكنيسة والسينما بأمريكا، ومواجهة الخطاب اليميني المعادي للإسلام والمسلمين..
مركز أمير شتاين
فكرة مركز أمير شتاين تقوم على إنجاز فيديوهات قصيرة (7 دقائق) يتكلم فيها إعلاميون وأكاديميون ورجال دين أمريكان عن مفاهيم دينية متعلقة بالإسلام..
قناعتي الخالصة منذ سنوات، أن الدفاع عن الإسلام يكون أجمل وأقوى وأعدل وأفضل، حين يأتي من غير المسلمين..
ملخص الفيديوهات المنشورة:
كريس هادجز (صحفي شهير بنيويورك تايمز، جائزة بوليتزر، مراسل عسكري في حرب البوسنة وفي العراق)، تكلم عن الكرم والطيبة في الثقافة الإسلامية، واعتبر أنها هي التي أنقذته في حرب العراق من الموت، حين تم أسره من طرف الجيش العراقي..
د. أندرو مارش (أستاذ العلوم السياسية والإسلام السياسي) يشرح مفهوم الشريعة، والتشويهات التي تعرضت لها هذه المفردة في الوعي الغربي.. ويعتبر أن الشريعة ومقاصد الشريعة تحيل إلى جملة من القيم الأخلاقية والأهداف التي تتطابق تقريبا مع قيم ومقاصد الدساتير الغربية المعاصرة..
د. كريغ كونسيدين، أستاذ علم الاجتماع، تكلم عن قصة بلال بن رباح الحبشي الأسود، باعتبارها أول قصة تاريخية متعلقة بمناهضة العنصرية.. ويؤكد فيها أن نبي الإسلام هو النبي الوحيد الذي أشارت قصة حياته إلى مناهضة العنصرية.. ومعلوم أن مناهضة العنصرية أصبحت أحد عناوين النضال المدني في أمريكا.. ويمكن للأمريكان أن يستفيدوا من التجربة الإسلامية.
د. ليزلي هازلتون، كاتبة شهيرة وعالمة نفس، تكلمت عن السيدة عائشة، وكيفية تعاطي النبي (ص) معها في مجتمع كانت فيه حقوق المرأة مهضومة.. وهي تشير في هذا إلى أن السيرة النبوية في التعاطي مع عائشة مليئة بالدروس لمناضلات الحركة النسوية العالمية في هذا القرن..
د. خوان كول، أستاذ التاريخ في جامعة ميتشيغان، تكلم عن كتابه حول مفهوم السلم في القرآن.. وأكد أن القرآن على خلاف ما تقوله الدعاية اليمينية المتطرفة، لا يدعو إلى الحرب وإنما يدعو إلى السلام في البشرية.. وعقد مقارنة بين المفهومين، وخلص إلى أن القرآن لا يدعو إلى ثقافة الاستعداء والقتل.. وأن حديثه عن الحرب والقتال إنما كان في إطار حماية المظلومين والدفاع عن حقهم في الحياة والمعتقد، وأن هذا لا يختلف عن قواعد القانون الدولي المعاصر الذي يسعى لفرض السلام الدولي..
الأخت ماريان فارينا، قسيسة مسيحية، تكلمت عن صورة النبي عيسى في القرآن.. وقالت أن القرآن ذكر عيسى في 25 موضعا كلها مليئة بالتقدير والأوصاف التعظيمية.. وهذا دليل واضح على أن الإسلام ينظر للمسيحية بانفتاح، ودعوة للتآخي والتعايش، والبحث عن المشترك.. وأن الاختلافين الوحيدين في التصور حول المسيح (1- المسيح ليس ابن الله 2- عدم الإيمان بعقيدة الخلاص) يجب ألا يشكلا مبررا لعداء الإسلام والمسلمين.. بل المشترك أهم وأكبر، حتى بمنطق رسالة المسيح في حياته..
د. ميروسلاف وولف، أستاذ الأديان بكلية يايل للأديان، تكلم عن تصور الإسلام لله، وهل هو مختلف عن تصور الله في المسيحية.. وأكد أن تصور الإسلام لله والعلاقة معه، لا تختلف عن تصور المسيحية.. فهي علاقة اعتراف بوجوده وبقدرته وبصفاته.. وهي علاقة طاعة وعبادة ودعاء.. دعاء أن يغفر الذنوب، ويبارك الزواج والعلاقات الاجتماعية، ويشفي من الأمراض، وأن يخفف المعاناة ويساعد في أن يحيا الإنسان حياة طيبة وسعيدة..
ويقول أنه ألّف كتابا للإجابة عن هذا الموضوع من خلال التأكيد على أن صفات الله في المسيحية والإسلام متطابقتان حول أهم 6 قضايا: الوحدانية، خالق لكل شيء، ليس كمثله شيء، الله يدعو للخير وهو رحيم وعادل، الله يدعو للحب، العلاقة مع الله قوامها الحب، الله يدعو لحب الآخرين مثلما نحب أنفسنا..
هذه الصفات هي الأهم في تشكيل التصور الديني لله في الديانتين.. وما عدا ذلك تفاصيل.. وبالتالي، فهذا عامل تقريب حقيقي.. بقطع النظر عن الاختلافات..د. مايكل بان، أستاذ الدراسات الدينية، تكلم عن سياقات العلاقة بين المسلمين والمسيحين في حياة النبي محمد (ص).. وأكد أن العلاقة كانت طيبة وأخوية وليس عدائية، سواء في المدينة المنورة بعد تأسيس الدولة.. أو في الحبشة حين أرسل النبي بعض صحابته إلى الحبشة لحمايتهم من الاضطهاد.. فالعلاقة الطيبة كانت متبادلة في الاتجاهين (علاقات سلام دولي، وتعاون مشترك،).. ولم يحصل أي عداء أو قتال بين المسلمين والمسيحيين في عهد النبي..