عندما تصبح مباراة تافهة أهم من الوطن
عبد القادر الونيسي
لم أتفاجأ بالهيلمان الإعلامي والإهتمام الشعبي الساذج بمباراة كرة قدم.
يومان قبلها تنكر هذا الشعب لثورة أخرجته من الذل إلى العزة وجعلته مفخرة للعالم.
لم يخرج حتى لإسنادها في يوم ذكراها الثالث عشر.
لا تجيبوني أن المواطن البسيط ضحية لماكينة إعلامية رهيبة تعظم التفاهات وتتفه العظائم.
الماكينة التي تشتغل على العقول في دول الغرب أخطر بمسافات من التي تشتغل عندنا لكن الفارق عند مواطني الغرب “كل حاجة وبلاصتها” الكورة لا تنسيهم قضاياهم الكبرى.
ترى ملاعبهم ممتلئة وساحات نضالهم لا تهدأ من أجل الدفاع عن قيمهم وحريتهم.
حتى في قضيتنا الأولى فلسطين ناصروها أكثر منا وتنادوا لها من كل فج عميق.
ما همش أذكى منا لكن الفارق بيننا
أولا : في نخبهم الوطنية ونخبنا السفيهة في عمومها
ثانيا: الفارق بين الحرية والإستبداد.
الحرية إن لم تصلح حال شعوبها فلا تفسدها أما الإستبداد فإنه يصادر الإنسان ويجرده من كل القيم الإنسانية حتى يصبح دون وعي ولا كرامة ولا يعطيه في المقابل إلا مزيدا من الفقر والإحتقار.
هذا حال شعوبنا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم أزل الغشاوة عن بصائر شعوبنا.