نصر الدين السويلمي
كبار الجنرالات بقيادة خالد نزار خيّروا بن جديد بين إعلان حالة الطوارئ وتعليق الدستور أو التنحّي.
في مثل هذا اليوم 11 جانفي على الساعة الثامنة مساءً من العام 1992، ظهر الرئيس الشّاذلي بن جديد على التّلفزيون الجزائري، ليعلن أنّه لم يعد بإمكانه الاستمرار في حكم البلاد.
تبيّن أنّ كبار الجنرالات بقيادة خالد نزار خيّروا بن جديد بين إعلان حالة الطوارئ وتعليق الدستور وإلغاء الانتخابات التشريعيّة التي حقّق فيها الإسلاميّون أغلبيّة ساحقة، أو التنحّي وترك الأمر للقيادة العسكريّة.
انقلاب تسبّب في أنهار من الدمّ، أكثر من 200 ألف قتيل وآلاف المعتقلين في محتشدات الصّحراء وغيرهم من المبعدين والمهجٍرين.
في تصريح لقناة الشّروق قال خالد نزار أنّه اقترح على بن جديد تغيير القانون الانتخابي ولم يفلح، واقترح على عبّاس مدني اكتفاء الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ بــ 30% من مقاعد البرلمان ففشل في إقناعه، وأكّد أنّ بن جديد كان ينوي التخلّي عن الرئاسة لعبّاس مدني، والدليل أنّ الرئيس بن جديد قدّم مبادرة لعبّاس تقضي بتأخير الدور الثاني للتشريعيّات وتقديم الرئاسيّات، ورأى نزار أنّ تلك عمليّة تسليم واضحة، وأعاد نزار وتساءل “واش عبّاس مدني ما يدّيهياش؟يدّيها!”. ورغم عدم اعترافه بشكل رسمي وواضح، إلّا أنّ نزارا ومن خلال قناة الشروق أكّد انّه كان يمكن أن يقبل بالجبهة الإسلاميّة للإنقاذ كقوّة برلمانيّة لا تتجاوز ثلث المقاعد أو أقل قليلا، وكان يرفض بحال الاكتساح البرلماني ويرفض أكثر وصول عبّاس مدني إلى قصر المراديّة. ولمّا أيقن نزار بالاكتساح وأنّ عبّاسي في طريق مفتوح وأنّ بن جديد قبل بتسليم كامل السلطة عبر الصناديق، قرّر عزل بن جديد وتنفيذ انقلابه.
كما قال نزار أنّه طلب من بن جديد تقديم استقالته يوم السّبت عبر التلفزيون الجزائري، وسلّمه ورقة ليتلوها على الشّاشة، لكن بن جديد رفض الظّهور التلفزي، ثمّ عاد تحت ضغط الجنرالات وقبل بالأمر.
تبقى الإشارة إلا ان عباسي مدني شارك في الإعداد لثورة التحرير وكلف فجر الفاتح من نوفمبر بمهمة معقدة، فيما التحق خالد نزار العام 1955 بالمدرسة الحربية الفرنسية سان مكسان (Saint-Maixent). لينخرط في صفوف الجيش الفرنسي الى أواخر 1958.