أين عباس.. مثلا !!
محمد ضيف الله
عباس مثلا
هل يشاهد الأخبار أم عليه حصار بحيث لا يتابع إلا روتانا؟ هل منعوا عليه ذلك حفاظا على صحته مثلا؟
دعنا من موقفه من غزة، ألا يعنيه أن تقتحم قوات الاحتلال البلدات والمخيمات التي من المفترض أنها تحت سلطته؟ ألا يسمع مثلا بما تقوم به من اغتيالات بلغت المئات، واعتقالات بلغت الخمسة آلاف؟ هل بقي له اعتبار أو قيمة عند شعبه أو حتى عند الصهاينة؟
ما يقوم به الصهاينة في عدوانهم على الفلسطينيين في غزة، يعطي نموذجا وتبريرا لما يمكن أن يفعله بهم الفلسطينيون عندما يصبحون قادرين على الانتقام، نعم سيقتّلونهم ويجوّعونهم ويهجّرونهم وسيحطمون منازلهم فوق رؤوسهم، سيقصفون مدارسهم ومستشفياتهم ومعابدهم، سيجردونهم من كل شيء. وإلا فهل ننتظر شيئا مختلفا؟
كلام الصهاينة عن الإرهاب مثير للسخرية منهم ومن العالم، لأنهم مارسوه ويمارسونه أمام كاميرات العالم، والعالم لا يتحرك ولا يتكلم عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وأغلبهم رضع وأطفال ونساء وشيوخ ومرضى وجوعى. سينجلي العدوان على غزة، وسيجد الغرب صعوبة في الإقناع بخطابه عن الإرهاب، فالازدواجية التي ظهروا عليها أسقطت كل قيمة لهم. بمعنى أن العالم ما بعد السابع من أكتوبر مختلف عن العالم ما بعده.
بالصورة..
تصوير العمليات التي تقوم بها المقاومة لا يقل قيمة عن العمليات نفسها. ليس فقط لأن المصور يرافق المقاومين وهو نفسه مقاوم مثلهم، وإنما لأن الصورة تثبت صحة تلك العمليات، بما يجعلها ترفع المعنويات من جهة، وتحرك جمهور الأعداء على قادتهم. فوق ذلك فالصورة وثيقة للتاريخ. كما لا يفوتنا أن نلاحظ الجانب الفني، حيث المصور فنان حقيقي. أجمل من ذلك أن العدو لم يفكر في مثل هذا وتقليده للمقاومة جاء متأخرا وكان فاشلا.
ما أعجبني..
قرار سحب خمسة ألوية من قطاع غزة، يؤشر على فشل غير معلن ودوران في الفراغ دون تحقيق أية أهداف، ولكنهم يكابرون عن الاعتراف بذلك فبرروا قرارهم بإجبارهم المقاومة على إيقاف إرسال صواريخ إلى غلاف غزة وتل أبيب، وما يعجب فعلا هو أن المقاومة كشفت زيف تبريرهم، فبحيث أمطرتهم بوابل من الصواريخ وأجبرتهم على النزول إلى المخابئ، بمناسبة رأس السنة.
أكثر من 3500 جريح عولجوا في مستشفى واحد، هو مستشفى برزيلدي منذ 7 أكتوبر، حسب مديره. معناها أكثر من 40 جريحا كل يوم، في مستشفى واحد، وهو ما يعني أن عدة آلاف أخرى أصيبوا وعولجوا في بقية المستشفيات. وهو ما يدل على شراسة المقاومة. تربت أيديكم أيها الأبطال.
العرب والغرب..
صحيح حكام أمريكا والغرب جميعا تقريبا وقفوا مع كيان الاحتلال، وكانوا واضحين، لم يمضغوا كلماتهم، وبعد ما يقرب من ثلاثة أشهر نتبين أن حكام العرب جميعهم أيضا لم يخرجوا عن الموقف الأمريكي، لم تختلف في ذلك الأنظمة الرجعية عن الأنظمة الوطنية، بمعنى لم تختلف أنظمة التطبيع عن الأنظمة التي تدعي السيادة. لم يقف -بمعنى لم يساعد- أي منها السكان المدنيين في غزة، دعنا من مساعدة المقاومة.
وبعد ما يقرب من ثلاثة أشهر، اتحدت الشعوب العربية مع حكامها، نعم هذه الوحدة العربية تتحقق في التوقف عن تماما تقريبا عن التظاهر تعاطفا مع غزة، في حين تضغط الشعوب الغربية على حكامها في أكبر حملات مطالبة بتحرير فلسطين، مظاهراتهم لم تتوقف، وهو ما يخيف الحكام أو بعضهم في الاستحقاقات القادمة.
المستعبدون لا قيمة لهم، الشعوب الحرة هي التي تصنع التاريخ.