أبو يعرب المرزوقي
لم أتابع التصفيات الخمس التي أعلمتنا بالسقوط السريع للمنقلب بعد الصعود المبني على الخداع والغدر بالدستور والحنث بالقسم:
- الأولى حصل فيها الدمية على 72 في المائة.
- والثانية استشارة حصل فيها على عشر الاولى.
- الثالثة الاستفتاء على الدستور التزييف رفعا على ضعف الثانية.
- الرابعة الانتخابات البرلمانية عاد إلى ما دون الثالثة.
- الخامسة صار فيها صفر فاصل أو على الأقصى نصف الرابعة.
فكيف نفهم ذلك بصرف النظر عن تاثير الأحداث في غزة وهي مؤثرة ليس من حيث هي احداث تهم التونسيين مثل غيرهم من الشعوب العربية والاسلامية والعالمية.
بل هي تهمهم أنهم بحسب قول الدمية “دولتهم” الشاهقة في حرب مع اسرائيل بدليل احتفالات الحج إلى الغريبة بمناسبة عيد الفرنكوفونية ومغازلة الأرمن.
التفسير الحقيقي يرد إلى الفضل فيه إلى تصويت الدمية نفسه ضد نفسه:
- فكل اقواله (يجي يقول صحية يقول سداف).
- وكل افعاله (يجي بطبها يعميها).
- واختياره لوزيره الاولين وقس عليه كل اعوانه (إما بكوشة أو وكواك).
- ومشاركاته الدولية (فضحنا وطيح قدر تونس).
ومن ثم فلا أحد يستطيع أن يحافظ على احترام نفسه ويظهر بكونه معه إلا حثالة الحثالة أي بسكلات فرنسا وبرميل ايران. فحتى جماعة الاتحاد وما جبلوا عليه من القوادة والمافياوية لم ينالوا رضاه لأن لهم بعض شعبية لا يريدها لغيره.
لذلك فهو لم ينحط بهذه السرعة إلى صفر فاصل بسبب قوة معارضته بل ما حل بالتونسيين من اليأس من كل شيء والعودة إلى سبات اللامبالاة بما يتجاوز البحث عن لقمة اليوم.
سقوط السمعة
تونس اليوم في موت سريري. وهي تنزف: فهو لا يستحي ما يزال يحصل على أجر دولة وكأنه ينتج شيئا يستحق عليه هذا الأجر في محمية جل شبابها عاطل عن العمل ويرتمي في البحر ليحصل على حياة كريمة.
ولست أدري كيف يمكن لإنسان يحترم نفسه يحصل على أجره ثم يأكل هو وحراسه على نفقة الدولة لكأن المعلمين والأساتذة وكل من يعمل في الدولة يحق له أن يحافظ على أجره ويعيش بالهندي (بلوشي) على الدولة..
ولست أدري ما الذي يجعل التعازي التي يمكن أن تحصل بالهاتف تتطلب أن تصرف عليها تونس 100 مليون لأنه بدأ بواحدة وقد يكون ختم بالاخيرة. لأنه لن ينجح في الانتخابات القادمة.
هذا إذا ترشح لأنه كما رأينا حصل في التصفية الاخيرة على صفر فاصل ولن أصدق أي رتبة أخرى لأن هيئة الانتاخبات ليس لها أدنى مصداقية بدليل أنه يرفض في كل تصفية حضور مراقبين دوليين.
مصداقية الانتخابات
فهو بذلك يثبت كل الشكوك التي تحوم حول مصداقية الانتخابات والأرقام المقدمة. فنحن نعيش في تونس ونرى خلو قاعات الانتخابات من الناخبين إذا ما استاثنينا من يحضرون بصفتهم مشرفين على صناديق الانخاب.
واخيرا فإني حقا أهنيئ المنقلب بنبهته في اختيار وزيريه الأولين: فبعد البكماء جاء العيي صاحب اللغة المالطية كلمة عربي وكلمة أجنبية ونصيحة مني أن يعينه وزير الافاريات البرانية كما يقول المالطيون.
ولن ينجح إذا ترشج وعاد الحمقى للتنافس معه فيوزعوا الأصوات بحيث يكون الأول أو الثاني وفي التصفية يصبح هؤلاء الحمقى يتنافسون على إسقاط الخصوم الإيديولوجيون حتى ولو مر هو ليزيد تونس تخريبا.
كذلك كان نجاحه الأول: فلولا التنافس بين سياسيين متعلمين من احزاب متناحرة ولولا تحاسد في الحزب الذي كان يمكن أن ينجح مرشحه لما وصل إلى الدورة الثانية.
هذا الداء قد يعود فيصبح المترشحون كالمرة الاولى ما يقرب من ثلاثين طماعا مع العلم بأنهم لا يمثلون شيئا يذكر. وكم حاولت اقناع الكثير منهم بأنهم سيكونوا علة النكبة التي بينت لهم أنه يمثلها فكان ما كان.
أملي ألا يتكرر السيناريو. وهو طبعا ليس طبيعيا لو كانت المافية السياسية تؤمن بمصلحة تونس وليست أدوات تستعملها فرنسا وإيران وإسرائيل لتخريب أوطان العرب الذين يتلذذون المذلة من أجل مظاهر الحكم الذي يتحرك بالرموت كنترول من الخارج. يكفي دليلا على ذلك مواقفهم الفعلية لا القولية إزاء جرائم إسرائيل وإيران والفسدة من حكام العرب.