أنور الغربي
سلاح ذكي.. وهل دولتكم مستعدة كي تبيعنا سلاحا ذكيا ندافع به عن نفسنا ولا يتضرر منه المدنيون ؟
من الواضح أن بوصلة أهل فصائل المقاومة في فلسطين واضحة وشفافة وبعيدة عن المخاتلة والتبعية وهذا ما يجعلهم يكسبون دعم الشعوب في الغرب أساسا.
سلاح ذكي
أذكر أنه خلال زيارتي الأولى للقطاع خلال عدوان سنة 2008/2009 قال لي أحد السياسيين الغربيين المشاركين في الزيارة أنا مضطر لطرح سؤال أعرف مسبقا أنه محرج لهم ولكني كسياسي علي طرحه للرد على الإعلام والجهات التي تطرح السؤال.
قلت له يمكنك طبعا طرح أي سؤال ولكن عليك بالمقابل تحمل تبعات الرد ومسؤولية إيصال ردهم على أي سؤال.
كنا نجلس على ركام الأتربة داخل مبنى البرلمان الذي كان الجيش الإسرائيلي قد استهدفه بالقصف قبل وصولنا بأيام قليلة وكانت بقايا القنابل لازالت تشتعل عند وصولنا كما عاينا عدم انفجار قنابل كبيرة الحجم وبعضها يزن طنا واحد يسارع الفلسطينيون للتعامل معها لتفكيك منظومة الانفجار.
سأل السياسي الأوروبي الرجل والبرلماني الفلسطيني عن سبب اطلاق الصواريخ التي لا يتعدى مداها بعض الكيلومترات وهي بلا منظومة تحكم وتزعج سكان المستوطنات المجاورة فكان الرد كالاتي:
نحن نرد على العدوان بما لدينا من إمكانيات وفي كل مرة تعتدي فيه إسرائيل علينا نجمع بقايا قنابلها ونتعامل معها لإرجاعها اليهم.
فقال السياسي الغربي ولكن ما لديكم هو سلاح غير دقيق وبالتالي يضرب المدنيين ويضعف تعاطف شعوبنا معكم فرد عليه بالاتي:
وهل دولتكم مستعدة كي تبيعنا سلاحا ذكيا ندافع به عن نفسنا ولا يتضرر منه المدنيون ؟
عندها سكت الجميع وانتهت المقابلة.
اتصل بي أحد المشاركين في تلك الزيارة وذكرني بالحادثة وقال لي كنت على يقين أنهم سوف يطوروا ما لديهم للدفاع عن انفسهم تماما كما فعل الفيتناميون ضد الفرنسيين والأمريكان… من المستحيل أن تبيد فكرة التحرير والدفاع عن الأرض لشعب يسعى جيرانه لجعله يرضى بما دون الحرية وما دون الإنسانية.
الإرهابي هو من يقتل الناس في بيوتهم ويدمرها على رؤوسهم وهم نيام والإرهابي هو من يقصف بيوت العبادة والمستشفيات والمدارس وهو من يمنع الدواء والغذاء والماء على جموع الناس بحجة تخويف وإرهاب الجميع لدفعهم للاستسلام وهذا لن يحصل أبدا مع شعب لن يرضى بغير التحرير والعيش بكرامة فوق أرضه وارض آبائه وأجداده.