هل يمكن أن تتواصل الرجة الأخلاقية لطوفان الأقصى

عبد الرزاق الحاج مسعود

هل يمكن أن تتواصل الرجة الأخلاقية الفكرية الوجودية التي أحدثها الطوفان الحمساوي المقاوم والرد الصهيوني المافوق نازي في ضمير العالم المطبّع مع نمط الحياة الاستهلاكي الفرداني الأناني التدميري للأرض كمجال للعيش وللقيم الجمعية الحافظة للجوهر الإنساني في الإنسان؟

ببساطة.. يجري الآن الالتفاف على المنجز السياسي/الأخلاقي الاستراتيجي للطوفان. الالتفاف تقوده بخبث استراتيجي أمريكا باعتبارها ربّة النظام العالمي اللاإنساني حاليا بموافقة صاغرة من حلفائها وتواطؤ انتهازي من منافسيها.

بعد الرجة الأخلاقية قد تقدم المنظومة العالمية اللاأخلاقية تنازلات تكتيكية للمقاومة، ولكنها لن تتنازل عن هدف تصفية النموذج الأخلاقي الغزاوي المناقض لها جوهريا.

الهدنة

حتى الهدنة التي “فرضتها” أمريكا على الكيان النازي لم تكن سوى خطوة تكتيكية في سياق الالتفاف على الاختراق الحمساوي للمنظومة السياسية اللاإنسانية المهيمنة عالميا. هدنة أُرغمت عليها أمريكا نفسها بعد اكتشافها للورطة الميدانية التي علق فيها الكيان، وبعد انكشافها الأخلاقي المريع أمام الرأي العام الغربي نفسه بسبب هول الجرائم التي ارتكبها الكيان في حق أهل غزة.

الالتفاف على المنجز الأخلاقي الغزاوي التاريخي مصلحة غربية استراتيجية، وسيستغل في إنجاز مهمته الأنظمة العربية العميلة أبشع استغلال، أنظمة مصمّمة جينيا للعمالة ومنع نهضة شعوبها وتحررهم.

سبعة آلاف فلسطيني تحت أنقاض

تحت أنقاض

والعالم يواصل سيره نحو اللاشيء.. تتحلل أجساد سبعة آلاف فلسطيني تحت أنقاض بيوت ومدارس ومراكز إيواء حوّلتها آلة حرب الكيان النازي إلى مقابر بعد أن كانت تضجّ بالحياة والطفولة واللعب والكتب والحركة والكلام.

والعالم يواصل سيره الأعمى نحو نهايات مظلمة، ييأس من بقي حيا من أهل غزة من العثور على شربة ماء وقطعة خبز بعد أن تعمّد الكيان النازي تدمير الآبار وخزانات المياه ومحطات التحلية والمخابز.

وهذا العالم يتقدم كالمجنون نحو الفراغ، يتعرّض آلاف الأسرى في سجون الكيان النازي إلى القتل والتنكيل اليومي. يُحرمون من ملابس الشتاء ومن الأكل ومن الدواء وتُكسر أطرافهم ويُضربون على رؤوسهم حتى يفقدوا مداركهم ويُمنعون لسنوات من رؤية أهلهم…

يستمر الهولوكوست الصهيوني الأمريكي البريطاني الألماني في حق أهل غزة، وتجبرنا الحياة على النظر إلى وجهها القبيح الملوث بالدم والقهر والفجيعة.
سحقا ولعنة.. وتبا.

Exit mobile version